مجموع كتب ورسائل الإمام المهدي الحسين بن القاسم العياني،

الحسين بن القاسم العياني (المتوفى: 404 هـ)

كتاب الرد على عبدة النجوم وغيرهم من فرق الملحدين

صفحة 104 - الجزء 1

  وإن قلت: إن النجوم لم تبدأ بالحركة من فوق الأرض ولا من تحتها، جحدت حركتها وأبطلتها، وادعيت عدمها، لأنه لا يوجد إلا فوق الأرض في جو السماء، أو تحت الأرض في بعض الهواء. فهذا والحمد لله دليل واضح على بدء حدثها وجريها، وإبطال ما قيل به من قدمها، والله المستعان، وهو حسبنا وعليه التكلان.

  ودليل آخر: أنا نجد النجوم على حالين وهما الطلوع والأفول، ولا يخلو من أحد وجهين فيما مضى من الأزمة:

  إما أن تكون تطلع وتأفل.

  وإما أن تكون لم تطلع ولم تأفل.

  فإن قلت: لم تطلع ولم تأفل جحدت حركتها، وإن أقررت بالطلوع والأفول، لم يخل من أحد ثلاثة أوجه:

  إما أن تكون طلعت قبل الأفول.

  وإما أن تكون أفلت قبل الطلوع.

  وإما أن يكونا جميعاً في حال واحد.

  فإن قلت: إنها بدأت بالطلوع قبل الأفول، أقررت بحدث الحركة من الطلوع قبل الغروب.

  وإن قلت: إنها بدأت بهما معاً في حال واحد، أَحَلْتَ، وأقررت بالحدث وناقضت، وجعلت الطلوع أفولاً، والأفول طلوعاً، ولزمك أن تجعل الليل نهاراً، والنهار ليلاً، والوجود عدماً، والعدم وجوداً، والباطل حقاً، والحق باطلاً.

  ودليل آخر: أن الذي مضى من الحركة على حالين: طلوع قبل غروب، وغروب قبل طلوع، وللقبل والبعد نهاية وغاية، لأنهما يدلان على الزيادة بعد النقصان، والنقصان يدل على القلة قبل الكثرة، لأن الحركات لم تكثر