مجموع كتب ورسائل الإمام المهدي الحسين بن القاسم العياني،

الحسين بن القاسم العياني (المتوفى: 404 هـ)

كتاب الرد على عبدة النجوم وغيرهم من فرق الملحدين

صفحة 105 - الجزء 1

  إلا بعد قلتها، ولا تزيد إلا بعد نقصانها، والزيادة بعد النقصان تدل على نهاية الزائد الذي كان ناقصاً قبل زيادة ما زاد فيه.

  ودليل آخر: إما أن يكون ما مضى من طلوعها أكثر مما مضى من غروبها.

  وإما أن يكون ما مضى من الغروب أكثر مما مضى من الطلوع.

  وإما أن يكونا سواءً سواء.

  فإن قلت: إن الطلوع أكثر من الغروب، أو الغروب أكثر من الطلوع فيما مضى، جعلتهما متناهيين، إذ كانا متفاوتين، ألا ترى أن الطلوع إن كان أكثر بمدة فللمدة نهاية وغاية، لأن النجم إذا كان ما مضى من طلوعه أكثر بمدة تشيا عند غروبه، وإذا تشيا فللتشوية نهاية وغاية، وإذا كانا متشيين مرة ومختلفين أخرى، فقد صح تناهيهما، إذ لم يخلوا مما ذكرنا.

  ودليل آخر:

  أن الذي مضى من حركة النجوم هما الحالان اللذان ذكرنا، وما مضى من الأشياء فقد نفد وانقضى، وما نفد وانقضى فقد انقطع، وما انقطع فقد تناهى ألا ترى أن الذي مضى طلوع وغروب، وكلٌ فقد عدم وتناهى.

  ودليل آخر:

  أن حركات النجوم لا تخلو من أحد وجهين:

  [١] إما أن تكون موجودة.

  [٢] وإما أن تكون معدومة.

  فإن قلت: إنها موجودة أَحَلْتَ، لأن حركتها في الأيام التي مرت على القرون الأوائل، غير حركتها في الأيام التي مضت علينا، لأن الدهور التي كانت فيها أصولنا، هي غير الدهور التي فيها اليوم فروعنا، لأن تلك أيام عدمت، وهذه أيام حدثت، وهذا مما لا يقول بغيره عاقل.