كتاب شواهد الصنع والدلالة على وحدانية الله وربوبيته
  فإن قلت: لم يقع على أحد، فأَوجِدْنا جميع جدودك الأحياء(١) الأولين.
  وإن قلت: بل وقع على بعضهم، فأَوجِدْنا الأوائل الباقين أهل [العدم] منهم.
  وإن قلت: بل وقع على أولهم قبل وقوعه على آخرهم، فهذا يدل على أن الإنسان [أصلاً](٢) قد وقع عليه الموت.
  ودليل آخر: لما وجدنا الإنسان فرعاً حيا، والجدود أصولاً أمواتاً، لم يخل الموت من أن يكون وقع على الأصل كله، أو لم يقع، فلا نجد بداً من أن نقول: بل وقع على كل ذكر وأُنثى من الجدود والجدات، وفي(٣) إقراره ما كفى إن أنصف عقله.
  ودليل آخر: إن قال: ما أنكرتم من أن يكون لم يمت(٤) من هذه الأصول، إلا وقبلها أموات إلى ما لا نهاية له؟
  قيل له ولا قوة إلا بالله: أوليس قد تقدم فيما مضى من كلامنا أن قولك هذا محال، لأنه ظنٌ، وحدوث الحكمة والنعمة والرحمة تدل على المحدث الحكيم، المنعم الرحيم بأيقن اليقين، وقبول العقول أولى من قبول الظن.
  ودليل آخر: أنا قد بينا لك - أيضاً(٥) - أن قولك متناقض فاسد، لأنك أقررت بالحدث ثم نقضت ذلك بقولك: قديم، والمحدث لا يكون قديماً كما لا يكون القديم محدثاً
(١) في (ب): الاحياء.
(٢) زيادة من (ب).
(٣) الواو ساقطة في (أ) وقد أثبتناها من (ب).
(٤) في (ب): لم يمت أموات من هذه الأصول.
(٥) في (ب): أيضاً، ساقط.