مجموع كتب ورسائل الإمام المهدي الحسين بن القاسم العياني،

الحسين بن القاسم العياني (المتوفى: 404 هـ)

باب الدلالة على صنع الله في الحيوانات

صفحة 158 - الجزء 1

  أكمل مما به قلنا؟ أم أي⁣(⁣١) نعمة أسبغ، أم⁣(⁣٢) أي حجة أبلغ مما ذكرنا من صنع ربنا وخالقنا، وإلهنا ورازقنا؟!

  فبينما نحن نطف حقيرة أموات إذ نحن على غاية الكمال، من توصل الأجساد والأوصال، والحياة بعد موتنا، والتكثير بعد قلتنا، والعقول بعد غفلتنا، والحمد لله⁣(⁣٣) على ما امتن به علينا، وأسداه من النعم إلينا، ولا إله إلا هو ، وظهرت نعمه وأفضاله، وسبحانه عن شبه المخلوقين، وتبارك عما يقول به العادلون، وينسب إليه الجاهلون، فلما نظرنا إلى هذه الحكمة البالغة، والنعمة السابغة، علمنا أن الحكمة صفة حكيم، لما فيها من بيان علم العليم، والصفة لا تكون إلا لموصوف، فمن هاهنا صح ما به قلنا.

[الحكمة في خلق الحيوان]

  ودليل آخر: إما أن يكون العقل شاهداً على أن في هذه الحيوانات حكمة، وإما أن يكون شاهداً على أنه⁣(⁣٤) ليس فيها حكمة.

  فإن قلت: إن العقل شهد على أن ليس فيها حكمة، فهذا من أكبر المحال، وأقبح ما نطق به من المقال، لأن كل حكمة موجودة ليس الأصل فيها إلا من الحيوان، وهو في نفسه وخلقه وعقله وتركيبه، أحكم من فعله وقوله.


(١) في (أ): أي نعمة، وما أثبتنا من (ب).

(٢) في (أ): أي حجة، وما أثبتنا من (ب).

(٣) في (ب): فالحمد لله.

(٤) في (ب): على أن ليس فيها.