مجموع كتب ورسائل الإمام المهدي الحسين بن القاسم العياني،

الحسين بن القاسم العياني (المتوفى: 404 هـ)

كتاب شواهد الصنع والدلالة على وحدانية الله وربوبيته

صفحة 167 - الجزء 1

  أن يكون من فعل ميت غافل، فالميت الغافل لا يوجب توصل أوصال، ولا تفصيل مفاصل.

  ودليل آخر: إما أن يكون جعل الشيء لمصلحة الشيء من فعل مصلِح جاعل⁣(⁣١)، وإما أن يكون من فعل ميت غافل، فالعقل يشهد أن الإصلاح من المصلح الجاعل.

  ودليل آخر: إما أن يكون الرزق للمرزوقين من الميت الغافل، وإما أن يكون من العالم الحي الرازق، فالعقل يشهد أن الرزق لا يكون إلا من الرازق الخالق، ويستحيل أن يكون ذلك من غير خالق.

  ودليل آخر: إما أن يكون الفضل من الميت، وإما أن يكون من حي فاضل، فالعقل يشهد أن الموات ليس بفاضل.

  ودليل آخر: إما أن يكون الهدى من هادٍ، وإما أن يكون من ميت، فالعقل يشهد أن الميت ليس بهاد ولا مرشد ولا راشد، ولا هدى أهدى من العقول المركبة في كل عاقل.

  ودليل آخر: إما أن يكون التفهيم من مفهم، وإما أن يكون من موات، فالموات لا يفهم فكيف إلى أن يُفَهِّم وليس بفاهم؟

  ودليل آخر: إما أن يكون التعليم من ميت جاهل، وإما أن يكون من حي عالم، وقد وجدنا هذه الحيوانات معلَّمة للخيرات، ملهَمة لنفي المهلكات، فالعقل يشهد أن التعليم حادث، وأنه من معلِّم عليم، إذ العقل يشهد


(١) في (جـ) قادر.