مجموع كتب ورسائل الإمام المهدي الحسين بن القاسم العياني،

الحسين بن القاسم العياني (المتوفى: 404 هـ)

[الولاية]

صفحة 181 - الجزء 1

  فإن قال: وما الظاهر الجلي، وما المغمور الخفي؟

  قيل له ولا قوة إلا بالله: أما الظاهر الجلي فالسابق المنذر لجميع الخلائق، والشاهر لسيفه⁣(⁣١)، المصلح لله في عباده وبلاده.

  وأما المغمور فالمقتصد⁣(⁣٢) المحتج لله على جميع العباد، الآمر بالمعروف والناهي عن الفساد، بغير قيام ولا جهاد.

  فإن قال: فهل الإمامة في أهل بيت دون غيرهم، أم هي في جميع الناس كلهم؟

  قيل له ولا قوة إلا بالله: بل هي في أهل بيت معروفين، مخصوصين بالفضل، مشهورين معلومين غير مجهولين.

  فإن قال: ومَن أولئك؟

  قيل له ولا قوة إلا بالله: أولئك نسل البتول، وأقرب قرابة الرسول.

  فإن قال: فهل لهذه الخصيصة أصل في العقول؟

  قيل له ولا قوة إلا بالله: نعم أصل ذلك في العقول، وبعد ذلك في محكم التنزيل، ووحي الواحد الجليل.

  فإن قال: وكيف يعقل⁣(⁣٣) أن تكون الإمامة في قوم دون سائر الأنام؟

  قيل له ولا قوة إلا بالله: لأن الله ø حكيم، والحكيم لا يحب الفساد، ولا فساد أعظم من أن يجعل دينه في أيدي الخلائق وأمره ونهيه وحدوده،


(١) في (أ): والشاهد لسلفه، والصحيح ما أثبتناه.

(٢) في (ب): فهو المقتصد.

(٣) في (ب): جاز.