[الولاية]
  فإن قال: وما الظاهر الجلي، وما المغمور الخفي؟
  قيل له ولا قوة إلا بالله: أما الظاهر الجلي فالسابق المنذر لجميع الخلائق، والشاهر لسيفه(١)، المصلح لله في عباده وبلاده.
  وأما المغمور فالمقتصد(٢) المحتج لله على جميع العباد، الآمر بالمعروف والناهي عن الفساد، بغير قيام ولا جهاد.
  فإن قال: فهل الإمامة في أهل بيت دون غيرهم، أم هي في جميع الناس كلهم؟
  قيل له ولا قوة إلا بالله: بل هي في أهل بيت معروفين، مخصوصين بالفضل، مشهورين معلومين غير مجهولين.
  فإن قال: ومَن أولئك؟
  قيل له ولا قوة إلا بالله: أولئك نسل البتول، وأقرب قرابة الرسول.
  فإن قال: فهل لهذه الخصيصة أصل في العقول؟
  قيل له ولا قوة إلا بالله: نعم أصل ذلك في العقول، وبعد ذلك في محكم التنزيل، ووحي الواحد الجليل.
  فإن قال: وكيف يعقل(٣) أن تكون الإمامة في قوم دون سائر الأنام؟
  قيل له ولا قوة إلا بالله: لأن الله ø حكيم، والحكيم لا يحب الفساد، ولا فساد أعظم من أن يجعل دينه في أيدي الخلائق وأمره ونهيه وحدوده،
(١) في (أ): والشاهد لسلفه، والصحيح ما أثبتناه.
(٢) في (ب): فهو المقتصد.
(٣) في (ب): جاز.