مجموع كتب ورسائل الإمام المهدي الحسين بن القاسم العياني،

الحسين بن القاسم العياني (المتوفى: 404 هـ)

كتاب شواهد الصنع والدلالة على وحدانية الله وربوبيته

صفحة 182 - الجزء 1

  وحلاله وحرامه ووعده ووعيده وحجته وأحكامه، فيهمل الكل ويلبس عليهم دينهم إذا⁣(⁣١) جعل الإمامة في جميعهم، ولم يكن ذلك في قوم بأعيانهم، مخصوصين بذلك من دون غيرهم، حتى لا يختلف فيهم، فهذا في المعقول.

  وأما في الكتاب فقول الله ø يدل على أصل الإمامة، وكذلك في السنة المجمع عليها عند جميع الأمة.

  فأما وجوبها في الكتاب فقول الله ø لنبيه ÷: {إِنَّمَا أَنْتَ مُنْذِرٌ وَلِكُلِّ قَوْمٍ هَادٍ ٧}⁣[الرعد: ٧]، فبين بأن لكل قوم هادياً، فاختلفوا في الهادي من هو، وممن هو؟ فبيَّن الله ذلك بفضله، فيما نزل من محكم قوله، فقال عز من قائل: {قَدْ أَنْزَلَ اللَّهُ إِلَيْكُمْ ذِكْرًا ١٠ رَسُولًا ...}⁣[الطلاق: ١٠ - ١١]، فسمى رسول الله ÷ ذكرا، ثم أمر سؤال آله، فقال عز من قائل: {فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ ٤٣}⁣[النحل: ٤٣]. وأهل الذكر فهم آل محمد $، وفي ذلك ما يقول عزَّ من قائل لنبيه المصطفى ÷ فيما نزل من الفرقان إليه: {قُلْ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى ...}⁣[الشورى: ٢٣]. فافترض مودتهم على الخلق فرضاً، وأمر نبيه ÷ بأن يأمر الناس بذلك أمراً، فهذا في الكتاب المبين، وفيه كفاية لجميع المسلمين، غير أنا سنذكر أيضاً بعض ما ذكر الرسول، مما لا تنكره العقول، مثل قوله ÷: «إني تارك فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا من بعدي أبداً، كتاب الله وعترتي أهل بيتي،


(١) في (ب): إذ جعل.