كتاب شواهد الصنع والدلالة على وحدانية الله وربوبيته
  وحلاله وحرامه ووعده ووعيده وحجته وأحكامه، فيهمل الكل ويلبس عليهم دينهم إذا(١) جعل الإمامة في جميعهم، ولم يكن ذلك في قوم بأعيانهم، مخصوصين بذلك من دون غيرهم، حتى لا يختلف فيهم، فهذا في المعقول.
  وأما في الكتاب فقول الله ø يدل على أصل الإمامة، وكذلك في السنة المجمع عليها عند جميع الأمة.
  فأما وجوبها في الكتاب فقول الله ø لنبيه ÷: {إِنَّمَا أَنْتَ مُنْذِرٌ وَلِكُلِّ قَوْمٍ هَادٍ ٧}[الرعد: ٧]، فبين بأن لكل قوم هادياً، فاختلفوا في الهادي من هو، وممن هو؟ فبيَّن الله ذلك بفضله، فيما نزل من محكم قوله، فقال عز من قائل: {قَدْ أَنْزَلَ اللَّهُ إِلَيْكُمْ ذِكْرًا ١٠ رَسُولًا ...}[الطلاق: ١٠ - ١١]، فسمى رسول الله ÷ ذكرا، ثم أمر سؤال آله، فقال عز من قائل: {فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ ٤٣}[النحل: ٤٣]. وأهل الذكر فهم آل محمد $، وفي ذلك ما يقول عزَّ من قائل لنبيه المصطفى ÷ فيما نزل من الفرقان إليه: {قُلْ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى ...}[الشورى: ٢٣]. فافترض مودتهم على الخلق فرضاً، وأمر نبيه ÷ بأن يأمر الناس بذلك أمراً، فهذا في الكتاب المبين، وفيه كفاية لجميع المسلمين، غير أنا سنذكر أيضاً بعض ما ذكر الرسول، مما لا تنكره العقول، مثل قوله ÷: «إني تارك فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا من بعدي أبداً، كتاب الله وعترتي أهل بيتي،
(١) في (ب): إذ جعل.