كتاب شواهد الصنع والدلالة على وحدانية الله وربوبيته
  إن اللطيف الخبير نبأني أنهما لن يفترقا حتى يردا علىَّ الحوض»(١).
  وأما في الإجماع فأجمعت الأمة كلها على نبيها ÷ أنه قال: «الحق ما أجمعت عليه الأمة، والباطل ما اختلفت فيه»، ووجدنا الناس كلهم مجمعين على إمامة أمير المؤمنين ونسله في أصل الإجماع، وأصل الإجماع أن الناس أجمعوا كلهم على جواز الإمامة في آل الرسول واختلفوا في غيرهم، فالحق ما أجمعوا عليه من جواز الإمامة في آل نبيهم، والباطل ما اختلفوا فيه من إمامة غيرهم، لأن الأمة خمس فرق، وهم: الشيعة، والمعتزلة، والخوراج، والمرجئة، والعامة، فأما الشيعة فقالت: الإمامة لآل علي دون غيرهم، وأما
(١) حديث الثقلين من الأحاديث المتواترة معنى، ورد بأسانيد صحيحة عن بضعة وعشرين صحابياً، انظر لوامع الأنوار: ١/ ٥٢. وقد تتبع السيد عبدالعزيز الطباطبائي طرقه، ومواقعه المختلفة في مجلة تراثنا العدد: ١٤ السنة: ١٤٠٩ هـ ص ٨٤ - ٩٣، تحت عنوان «أهل البيت في المكتبة العربية»، وكتاب العلامة القمي رسالة سماها حيدث الثقلين، وذكر فيها عدداً من الرواة، وهنالك كتاب اسمه: (طرق حديث إني تارك فيكم الثقلين) لأبي الفضل محمد بن طاهر المقدسي وممن أخرجه الإمام زيد بن علي # في المجموع: ٤٠٤، والإمام علي بن موسى الرضا في الصحيفة: ٤٦٤، والإمام الهادي إلى الحق # في مقدمة الأحكام: ٤٠، والدولابي في الذرية الطاهرة: ١٦٦ رقم (٢٢٨)، والبزار: ٣/ ٨٩ رقم (٨٦٤) عن علي #. وأخرجه مسلم: ١٥/ ١٧٩، والترمذي: ٥/ ٦٢٢ رقم: ٣٧٨٨، وابن خزيمة: ٤/ ٦٢ رقم (٢٣٥٧)، والطحاوي في مشكل الآثار: ٤/ ٣٦٨ - ٣٦٩، وابن أبي شيبة في المصنف: ٧/ ٤١٨، وابن عساكر ف تاريخ دمشق: ٥/ ٣٦٩ (تهذيبه)، والطبري في دخائر العقبى: ١٦، والبيهقي في السنن الكبرى: ٧/ ٣٠، والطبراني في الكبير: ٥/ ١٦٦ رقم (٤٩٦٩)، والنسائي في الخصائص: ١٥٠ رقم ٢٧٦، والدارمي: ٢/ ٤٣١، وابن المغازلي الشافعي في المناقب: ٢٣٤ - ٢٣٦، وأحمد في المسند: ٤/ ٣٦٧، وابن الأثير في أسد الغابة: ٢/ ١٢، والحاكم في المستدرك: ٣/ ١٤٨، وصححه وأقره الذهبي، عن زيد بن أرقم، وروي بطرق أخرى كلها تؤكد تواتره وصحته.