كتاب الرد على الملحدين وغيرهم من فرق الضالين
كتاب الرد على الملحدين وغيرهم من فرق الضالين
  
  توكلت على الله
  الحمد لله الواحد القديم الذي لا نهاية لقدمه، ولا إحصاء لنعمه، المتفرد بوحدانيته، المنعم على جميع بريته، الموصوف بحكمته، الموجد لجميع الخلق بقدرته، ونفاذ مشيئته، وتمام كلمته، العزيز الذي لا يضام، القوي الذي لا يرام، ولا يَسِنُ ولا ينام، ولا يدركه الطالبون، ولا ينجو منه الهاربون، ولا يتوهمه المتوهمون، ولا تشتبه عليه الأصوات، ولا يغشاه النور ولا الظلمات، ولا تدركه حواس المُحِسِّين، ولا يحيط به فكر المربوبين، ولا يخطر على قلوب المخلوقين، تقدس عن ذلك رب العالمين.
  جار عن قصد السبيل مَن كيَّفه، وأخطاء ظنُّ مَن اكتنهه، ولم يعرفه مَن وصفه بغير ما وصف به نفسه، وكفر به مَن حده بحد، أو أيَّنه، وشبَّهه مَن بَعَّضه، وجاربه من جمعه، ليس بمجتمع فيعرف بالتحديد، ولا بمفترق فيعرف بالتعديد، ولا بمتحرك ولا ساكن فيوصف بصفة العبيد، عز عن ذلك ذو العرش المجيد والبطش الشديد.
  ليس بجسم فتدركه الأبصار، ولا تحويه الأقطار، ولا تقع عليه الأفكار،