كتاب الرد على الملحدين وغيرهم من فرق الضالين
  ولا يشبه شيئاً من المصنوعات، فينال بالأوهام الحايلات، ولا تنال معرفته بحاسة من الحواس المدرِكات، فيدخل في صفة المحدثات المكيفات، ولا ذاته سبحانه في جهة من الجهات، فيوصف بصفات المحدثات المباينات.
  فتبارك وتعالى من لا يوصف بشيء من هذه الصفات، وحده لا شريك له، وأشهد أن لا إله إلا الله شهادة عبد مقر بعبوديته، مصدق بربوبيته، ومعتقد لإلهيته، راج لعفوه ورحمته، هارب إليه من خوف عقوبته، معتصم به مستوهب لهدايته، ومؤمن(١) به، متمسك بطاعته، شهادة لا يخالطها شك ولا إرتياب، ولا يعترض دونها شرك ولا إكذاب.
  وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، شهادة مقر بنبوته، معتقد لمحبته.
  وأشهد أن الساعة آتية لا ريب فيها، وأن الله يبعث من في القبور، وأشهد أن وعده ووعيده حق، وقوله سبحانه صدق، وأنه عدل في حكمه، رؤوف بجميع خلقه.
  وأشهد أن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ~ كان خير البرية بعد نبيها ÷ وأولاهم بمقام الرسول ÷، وأبرعهم علماً، وأكثرهم حلماً، وأطوعهم لربه، وأبذلهم في سبيل الله لنفسه، وأكملهم في جميع صفاته.
  وأشهد بإمامة ولديه السبطين، الإمامين الكريمين [العالمين](٢) الحسن والحسين، ابنا الرسول ÷، وسليلي البتول، وأن الإمامة من بعدهما فيمن طاب من ذريتهما واحتذى بحذوهما، وكان في جميع صفاته مثلهما(٣).
(١) في (ب): مؤمن به. بدون واو.
(٢) ما بين المعكوفين سقط في (ب).
(٣) في (ب): كمثلهما.