مجموع كتب ورسائل الإمام المهدي الحسين بن القاسم العياني،

الحسين بن القاسم العياني (المتوفى: 404 هـ)

كتاب الرد على الملحدين وغيرهم من فرق الضالين

صفحة 189 - الجزء 1

  اللهم فمن شهد بمثل ما شهدت به فاكتبه مع الشاهدين، ومن لم يشهد بمثل ما شهدتُ به فاكتب شهادتي مكان شهادته، والحمد الله على تمام نعمته وإكمال حجته.

  وبعد:

  فإني لما اطلعت على كثير من أقاويل الملحدين، وزخرف قول المتلددين، واختلاف أهواء الضالين، وباطل كلام المتجبرين، واستغلاط الجاحدين لجهلة المسلمين، وسرعة القلوب إلى الأوهام، وتقحمها في لجج الظلام، وشكها في زخرف الكلام، ووجود ما ذكرت في أكثر الأنام، وإن لم يبدوا غير دين الإسلام، فنعوذ من ذلك بذي الجلال والإكرام.

  حداني ذلك على تصحيح ما دِنَّا به من الدين، وإبطال وساوس الشياطين.

  فكان أول ما ينبغي لنا أن نذكره، ونبين لمن عقل خلله، ونحتج عليه بأبين الحجج، مَن جحد خالقه، وأنكر صانعه من الدهرية الكفرة، وغيرهم من الثنوية المتوهمين، الظانين بالله ظن السوء الجاحدين.

  أجمعوا - لعنهم الله - على نفي خالقهم، وجحدان صانعهم، حيرة منهم - لعنهم الله - واستكباراً، واستعظاماً لكون الحق، وإنكاراً وتسهيلاً في الدين، ومعاندة للحق جهاراً، وإعلاناً بالسوء وإسراراً!

  فنعوذ بالله من قبول خواطر القلوب، والشك في دين علام الغيوب، ونسأله النجاة من موالاة الشيطان، والحيرة والمرية والجحدان، فكم من هالك أردى نفسه بالوهم؟! وتقحَّم في لجج الظلم؟! قد فارق الحق والهدى، واتبع الغي والردى، وتردد في الدين تردداً، وتشعبت به أوهامه، فهو في بلية من نفسه، مما تدعوه إليه من تماديه