كتاب الرد على الملحدين وغيرهم من فرق الضالين
  عليه الفناء، وما صح حدثه(١) وصح فناؤه فله نهاية(٢)، لأن الحركة الماضية على حالين محدثين وهما الحدوث والفناء، لأن الحركة الماضية لم تعدم إلا بعد حدوث كل ساعة منها وما صح(٣) حدثه وصح فناؤه بعد حدوثه فله نهاية وغاية، لأن(٤) الحركة لم تعدم إلا بعد عدم أولها، وما كان له أول وآخر فله نهاية وغاية.
  ودليل آخر: أن دور القمر في المنزلتين الشامية واليمانية، يدل على حدوث حركته، وعلى حدوث ما كان من شكله، وذلك أنه لا يخلو من أحد ثلاثة أوجه:
  [١] إما أن يكون ما مضى من دوره في أحد المنزلتين أكثر من دوره في المنزلة الآخرى.
  [٢] وإما أن يكون ما مضى من دوره فيهما سواء بالسوية.
  [٣] وإما أن يكون لم يدُر فيهما أصلاً.
  فإن قلت: إنه لم يدر جحدت حركته.
  وإن قلت: إن دوره في أحد المنزلتين أكثر من دوره في الأخرى، فلكثير العدد نهاية وغاية، لأنها لم تكثر إلا بعد قلتها، وللقليل نهاية وغاية.
  فإن قلت: إن حركته في المنزلتين بالسوية(٥) فهي شفع، وللشفع نهاية وغاية،
(١) في (ب): حدوثه.
(٢) في (ب): فله نهاية وغاية.
(٣) في (ب): وما صح فناءه بعد حدوثه.
(٤) في (ب): لأن حركة الحركة لم تعدم ... إلخ.
(٥) في (ب): سواء بالسوية.