كتاب الرد على الملحدين وغيرهم من فرق الضالين
  إلى الحركة والسكون، والمضطر لا بد له من صانع اضطره إلى الحوادث وبناه عليها.
  ودليل آخر: قالوا: إنهما تمازج بعضهما ولا نهاية لما بقي منهما، وإذا كان لهما بعض تمازج بحركتهما(١) الذي بقي منهما، لا يخلو من(٢) أن يكون: ساكناً كله فينتظمه(٣) السكون ويتعلق بجميعه، أو يكون: غير ساكن ولا متحرك فيكون عدماً.
  ودليل آخر: لا يخلوان من أن يكونا ميتين أو حيين، فإن كانا ميتين فقد لابسهما الموت وحواهما، وإن كانا حيين فقد حوتهما الأرواح وناهتهما.
  ودليل آخر: لا يخلو كل واحد منهما من أن يكون مجتمعاً أو مفترقاً، والافتراق يوجب [عدم] التوصل، والاجتماع يوجب التوصل(٤)، والتوصل والتفصيل لا يكونان إلا من صانع موصِّل مفصِّل(٥).
  ودليل آخر: قال بعضهم: إنهما جنسان، فالنور بياض كله، والظلمة سواد كلها، وللكل نهاية وغاية، لأن البياض قد لبس النور كله ولا بد لكل لباس من مُلبِس، وكذلك القول في السواد إنه قد لبس الظلمة كلها، وللكل نهاية وغاية، وإذا حواهما لباسهما فقد حدَّهما وتضمنهما، والسواد والبياض فهما عرضان صفتان لغيرهما، والخالق ليس بعرض ولا جسم، لأن الجسم فيه
(١) في (ب): لحركاتهما.
(٢) في (ب): من. ساقط.
(٣) في (ب): فيتضمنه.
(٤) في (ب): التفصيل والإجتماع يوجب التوصيل.
(٥) في (ب): ومفصل.