مجموع كتب ورسائل الإمام المهدي الحسين بن القاسم العياني،

الحسين بن القاسم العياني (المتوفى: 404 هـ)

كتاب الرد على الملحدين وغيرهم من فرق الضالين

صفحة 237 - الجزء 1

  ولا موهوم.

  مسألة فإن قال: خلق الله بعلم⁣(⁣١) أو بقصد وإرادة؟

  قيل له ولا قوة إلا بالله: أإن العلة لازمة بغير إرادة المعلول، وما كان بغير إرادته فلم يقصده، وما كان غير مقصود فلم يعمده، وما كان غير معتمد لم يخل من أن يكون قديماً أو محدثاً، فإن كان محدَثاً فالمحدِث له لا يخلو من أن يكون عنه جاهلاً مضطراً إلى الجهل، أو رباً عالماً بالفعل، فإن كان هذا الصنع من علة بغير قصد ولا مشيئة فهذا محال، لأن العلة لا توجب حكمة بالغة، ولا نعمة سابغة، لأن العلة ضرورة بُنِي⁣(⁣٢) عليها المعلول، وليست توجب حكمة عند أهل العقول، وما كان مضطراً فهو ممنوع من الاختيار، وما كان ممنوعاً ملجأ إلى الاضطرار، فصانعه بخلافه في جميع الأمور، بفضل الفاطر على المفطور، وأن هذا الصنع من رب عالم صنعه بعلمه واختياره، وأوجبه بقوته واقتداره، وجاد على البرية بإظهاره⁣(⁣٣)، غير مضطر إليه، ولا مكرَه بالعلل عليه، فذلك مُجري العلل في المعلولات، وصانع جميع المصنوعات، وفاطر الأرض والسماوات⁣(⁣٤).


(١) في (ب): بعلة.

(٢) في (ب): مبني.

(٣) في (ب): واقتهاره. زيادة، وفي (أ) ساقط.

(٤) لا يفوت القارئ المتذوق لأساليب العرب في الكلام وما في هذه الفقرة من أسلوب أفاد (أن العلة لازمة ...) حيث جمع الإمام بين الأساليب الخبرية والإنشائية واستخدام الجمل الشرطية المتولدة المبنية على المنطق والسبر والتقسيم والاشتقاق الصرفي وقصر الجملة المكثفة التي تعبر عن الكثير وتوصل الفكرة بالجهد اليسير، كذلك الالتزام بالسجع ورغم ذلك لم تضعف الفكرة ولا تشتت المعنى فسبحان الواهب الحكيم.