مجموع كتب ورسائل الإمام المهدي الحسين بن القاسم العياني،

الحسين بن القاسم العياني (المتوفى: 404 هـ)

كتاب الرد على الملحدين وغيرهم من فرق الضالين

صفحة 238 - الجزء 1

  مسألة فإن قال: فهل لإرادة الله نهاية؟

  قيل له ولا قوة إلا بالله: اعلم أن الإرادة هي الفعل وللفعل نهاية وغاية، والفرق [بين]⁣(⁣١) إرادة الله وإرادة خلقه أن إرادة المخلوقين خواطر، وإرادة الله سبحانه أجسام موجودة بصفاتها، وبدائع تعرف بحياتها⁣(⁣٢).

  مسألة فإن قال: ما الفرق بين فعل الله وفعل خلقه؟

  قيل له ولا قوة إلا بالله: الفرق بين ذلك أن فعل الله ابتداع واختراع، وفعل العباد حركات وسكون واعتقاد، وأفعال العباد بآلاتهم وهي أعراض متعلقة بأجسامهم، وأفعال الله متعلقة⁣(⁣٣) بذاته.

  مسألة فإن قال: أخبرني⁣(⁣٤) كيف خلق الله الخلق؟

  قيل له ولا قوة إلا بالله: هذه المسألة تشتمل على وجوه كثيرة:

  فمن ذلك أن يكون السائل أراد بقوله: كيف خلق؟ أي كيف أسعده الخلق وتهيأ له؟

  ومن ذلك: أن يكون أراد بقوله: هل خلقه بحيلة أو علة؟ فإن أراد أنه خلق الخلق بحيلة، فهذا محال لا يجوز عليه، ولا ينسبه عالم إليه.

  وإن أراد بذلك أنه خلق بعلة فهذا محال، لأن العلة لا تخلو من صفات المحدثات، والمحدثات لا تخلق أمثالها، ولا توجب أشكالها، لأن المحدثات هي الأجسام والأعراض، والجسم لا يخلق جسماً ولا يوجد لحماً ولا دماً.

  وإن أراد كيف خلق؟ يريد بذلك أي كيف تهيأ له الخلق؟


(١) في (أ): من، والصحيح: بين، وهو ما أثبتناه من (ب).

(٢) في (ب): بجهاتها.

(٣) في (ب): غير متعلقة كخلق أفعال العباد بهم.

(٤) في (ب): أخبروني.