مجموع كتب ورسائل الإمام المهدي الحسين بن القاسم العياني،

الحسين بن القاسم العياني (المتوفى: 404 هـ)

كتاب التوحيد والتناهي والتحديد الجزء الأول

صفحة 269 - الجزء 1

  الست: اليمين والشمال والخلف والأمام والفوق والتحت.

  وإما أن تكون أردت به غير ذلك مما سنذكره ونشرحه إن شاء الله ونفسره.

  فإن كنت أردت ما وصفنا من الجهات، فليس⁣(⁣١) جهات غيره تحويه، ولا له مكان سواه يحل فيه، لأنه لو احتاج إلى مكان لاحتاج كل مكان إلى مكان، وهذا فيبطل غاية البطلان، لما دللنا⁣(⁣٢) عليه من حدوث الأمكنة، التي هي من الأفضاء والأهوية.

  وإن أردت بالأمكنة التي ذكرت، وعنها في بدء الكلام سألت، أن الأجزاء الكثيرة منه أماكن كفلته⁣(⁣٣) فقد أصبت، ولا اختلاف بين ذوي العقول فيما به نطقت، ألا ترى أن أطرافه تحوي وسطه، وأن أعلاه جهة لما دونه.

  فإن قال: هل⁣(⁣٤) له أعلى أو هل له أسفل وجوانب أم لا؟

  قيل له ولا قوة إلا بالله: نعم له أعالٍ⁣(⁣٥) وأسافل وجوانب⁣(⁣٦) وقوابل، وكل ما ذكرنا من ذلك فهو حدود وغايات، وليس لها بعد انقطاعه⁣(⁣٧) جهات.

  فإن قال: بين⁣(⁣٨) تلك الحدود مغايرة تعرف، أو هل وراء الحدود شيء يتغاير أو يوصف؟

  قيل له ولا قوة إلا بالله: أما الحدود في أنفسها فالأعالي من الجو مغاير


(١) في (ب): فليس له.

(٢) في (ب): لما قد دللنا.

(٣) في (ب): لقليله بدل كفلته.

(٤) في (ب): فإن قال: هل له أعلى وهل له أسفل.

(٥) في (ب): أعلى وأسافل.

(٦) في (ب): وله جوانب.

(٧) في (ب): بعد انقطاعها.

(٨) في (ب): فإن قال: فهل بين تلك الحدود.