مجموع كتب ورسائل الإمام المهدي الحسين بن القاسم العياني،

الحسين بن القاسم العياني (المتوفى: 404 هـ)

كتاب التوحيد والتناهي والتحديد الجزء الأول

صفحة 271 - الجزء 1

  فإن قال⁣(⁣١): إنه قد يمكن أن يخلق له مكانا، أو يحدث فيه فناء وبطلاناً، أمكن ذلك في قدرة الرحمن، وذلك مما لا يختلف فيه عالمان ولا جاهلان.

  وإن قلت: إنه قد يمكن أن يمسكه عند بلوغ حده، أو يمكن ما قلنا به من رده، أمكن ذلك⁣(⁣٢) في صنع الله وتقديره، ولم يُنكر ذلك من تدبيره.

  وإن قلت: إنه يهويه في غير مكان، فهذا القول من مسائل المحال، ومما يناقض⁣(⁣٣) من المقال، لأنك قلت: يهويه فأوجبت حركته وانحداره في مكان، إذ لا تكون الحركة إلا في أماكن الجولان، ثم نقضتَ قولك بقولك: في غير مكان!

  وإن قلت: إنه يهويه في مكان لا نهاية له، فهذا من أكبر التناقض والفساد، وأعظم الكذب والجحد والإلحاد، وذلك أنك قلت: يهويه في مكان لا نهاية له، وقد بينا حدث المكان وكليته، وأوضحنا نهايته وغايته، فكيف يكون المخلوق المحدَث قديماً؟! أو كيف يكون الحد للموجود معدوماً؟!

  ودليل آخر:

  أن الله ø لا يفعل فعلاً إلا لحكمته⁣(⁣٤)، والله يتعالى عن أغاليط الملحدين، ويتنزه عن ألاعيب المفترين، ولولا المبالغة (والنصفة للمناظر)⁣(⁣٥) في الجدال، لما ذكرنا شيئاً مما لا يليق بالله من المحال، لكن الواجب علينا أن نبين كذب الجاحدين، ونذب عن دين رب العالمين، إذ كانت في الله رغبتنا، ولدينه بالمجهود نصرتنا.


(١) في (ب): فإن قلت.

(٢) في (ب) زيادة: أيضاً، بعد: ذلك.

(٣) في (ب): ومما يتناقض.

(٤) في (ب): لحكمة.

(٥) ما بين المعوكفين ساقط في (ب).