مجموع كتب ورسائل الإمام المهدي الحسين بن القاسم العياني،

الحسين بن القاسم العياني (المتوفى: 404 هـ)

كتاب التوحيد والتناهي والتحديد الجزء الأول

صفحة 274 - الجزء 1

  الدليل يدل على غاية الأجسام، وليس نريد بذلك انقطاع آخر الأزمان، وإنما تناهي الأعراض من الأوقات، تناهي⁣(⁣١) حدوث ساعات وبطلان ساعات، وليس ينقطع حدوثها أبد الأبد، ولا يكون لحدوثها غاية تنقطع ولا أمد، ولا يقطع كرور الساعات قاطع ولا يحد، ذلك⁣(⁣٢) بمشيئة الواحد الأحد الجبار⁣(⁣٣) الفرد الصمد.

  فإن قال قائل: فكيف أوجبت دوام حدوث الساعات، وكرور الأزمنة والأوقات؟! وقد وعد الله سبحانه بالفناء في هذه الدنيا، وحكم الآخرة بالبقاء؟!

  قيل له ولا قوة إلا بالله: إن الله ø إنما أراد بقوله: {كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ ...}⁣[القصص: ٨٨]، الحيوان ولم يرد بذلك⁣(⁣٤) الأوقات والأزمان، وهذا فمعروف بيِّن غاية البيان، فيما نزل الله سبحانه من الفرقان، وذلك قوله سبحانه في ملكة سبأ وما أوتيت، وما حكى ø مما ملكت: {وَأُوتِيَتْ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ وَلَهَا عَرْشٌ عَظِيمٌ ٢٣}⁣[النمل: ٢٣]، وقد علم⁣(⁣٥) بيقين أنها لم تملك كثيراً من الأشياء، من ذلك ملك سليمان وغيره، وإنما هذا القول خاص في بعض الأشياء دون بعضها.

  مسألة فإن قال قائل: أخبروني هل كان قبل الهواء شيء يعرف، أو يحد⁣(⁣٦) أو يوصف؟


(١) في (ب): وإنما تناهى.

(٢) في (ب): وذلك بمشيئة الواحد.

(٣) في (ب): الواحد الأحد الجليل الفرد الصمد.

(٤) في (ب): ولم بذلك حدث الأوقات.

(٥) في (ب): قد نعلم.

(٦) في (ب): بحد.