مجموع كتب ورسائل الإمام المهدي الحسين بن القاسم العياني،

الحسين بن القاسم العياني (المتوفى: 404 هـ)

كتاب التوحيد والتناهي والتحديد الجزء الأول

صفحة 275 - الجزء 1

  قيل له ولا قوة إلا بالله: قد قال غيرنا بذلك ولم يصح⁣(⁣١)، فأما قولنا: فإن الهواء أول ما خلق الله سبحانه، وسنبين فساد قولهم إن شاء الله وبطلانه، وذلك أنهم زعموا أن الله حكيم، والحكيم بزعمهم لا يخلق خلقاً إلا ليُنتفع به، فزعموا أن الواجب على الحكيم أن يخلق عاقلا، وأن لا يخلق غيره من المنافع أولا.

  فأما قولهم: إن الله سبحانه حكيم وكذلك نقول، وبذلك شهدت حِكَمُ العقول.

  وأما قولهم: إن الواجب على الحكيم أن يخلق العاقل المنتفع، قبل أن يخلق له المنافع.

  فهذا والحمد لله غير واجب على الحكيم، وقد خلق الله السماوات العلا، وغيرهن من الأرضين السفلى، قبل أن يخلق أحداً من العقلاء، فلم يدخل على حكمته في ذلك تهجين، ولم يجر عليه فيما أبرم ضعف ولا توهين، وما في تقديم المنافع قبل المنتفع من سقوط الحكمة؟! وأي حكمة عند من عقل أحكم من تقديم النعمة؟!

  ألا ترى إلى ما قَدَّم الله سبحانه للأطفال قبل خلقهم، من المراضع التي جعلها لهم وصوَّرها في صدور أمهاتهم، أولا ترى ما⁣(⁣٢) في هذه من حكمة التدبير! وبيان الصنع والنعمة والتقدير! وفي نقض قولهم والحمد لله عندنا⁣(⁣٣) من الدلائل ما يكثر ويطيب، ويصح لكل عاقل لبيب،


(١) في (ب): ولم يتضح.

(٢) في (ب): ألا ترى إلى ما في هذه ... إلخ.

(٣) عندنا، زيادة من (ب).