مجموع كتب ورسائل الإمام المهدي الحسين بن القاسم العياني،

الحسين بن القاسم العياني (المتوفى: 404 هـ)

كتاب التوحيد والتناهي والتحديد الجزء الأول

صفحة 276 - الجزء 1

  غير أنا نميل إلى اختصار الكلام، ولو رمنا شرح جميع الدلائل في صنع ذي الجلال والإكرام، لطال ذلك على أكثر الأنام، ولعسر تناوله على جميع أهل الإسلام، ولكنا نلقي⁣(⁣١) إن شاء الله من ذلك ما فيه كفاية، لمن كان له بنفسه عناية. فرحم الله عبداً نظر لنفسه، واجتهد في طلب الدليل على ربه، وجَدّ في عمارة قلبه.

  وليعلم من أراد معرفة الله ، وظهرت نعمه وأفضاله، أنه من صار إلى ذلك بنية صادقة، وعزيمة وطاعة متحققة، فهو من خاصة الله وأخلائه⁣(⁣٢)، وأحبابه وأوليائه وخلصائه⁣(⁣٣) وكفى لعبد⁣(⁣٤) أن يكون لله وليا، وحبيباً لله مرضياً، ومن كان كذلك، وعلى ما وصفنا من ذلك، فستعلم إن شاء الله تعالى ما دام على ما وصفنا أن الله يمده من معرفته بأكثر مما يحتاج إليه، ويرزقه من يحث لا يحتسب ما كان متوكلاً عليه، ويطلعه على كثير من الأسرار المكتومة، ولا تحتجب عنه حقيقة علة⁣(⁣٥) معلومة، فلا تَزِلُّ قدمه⁣(⁣٦) مع ذلك عن الهدى، ولا يهلك إن شاء الله تعالى مع نور قلبه أبداً.

  ألا ترى أن الحكيم منا لا يطلع عدوه على أسراره، ولا يخصه منه ببواطن⁣(⁣٧) أخباره، وإذا كان ذلك فينا موجوداً وعند حكمائنا معايَناً مشهوداً،


(١) في (ب): ولكنا نلقى إليهم إن شاء الله.

(٢) في (ب): وخلانه.

(٣) وخلصائه، ساقط في (ب).

(٤) في (ب): وكفى العبد أن يكون لله ولياً، وهو الصواب.

(٥) في (ب): علم معلومه.

(٦) قدمه. ساقط في (ب).

(٧) في (ب): يواطن.