مجموع كتب ورسائل الإمام المهدي الحسين بن القاسم العياني،

الحسين بن القاسم العياني (المتوفى: 404 هـ)

كتاب التوحيد والتناهي والتحديد الجزء الأول

صفحة 288 - الجزء 1

  ومهجة قلبه وثمرة فؤاده، وسلالة لحمه ودمه، الطاهرين الذين احتذوا بحذوه، وساروا بسيرته واقتدوا به، فكم هالك فيهم بسوء ظنه فضلّ وأضل، وحل من السخط في أعظم محل⁣(⁣١) {قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالًا ١٠٣ الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا ١٠٤}⁣[الكهف: ١٠٣ - ١٠٤]، {وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ ٢٢٧}⁣[الشعراء: ٢٢٧].

  والحمد الله رب العالمين، وصلى الله على سيدنا محمد النبي خاتم النبيين، وعلى سادتنا أهل بيته الطاهرين، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، الحي القيوم، الواحد الفرد الصمد القديم، المدبر الخالق العليم، المنعم المفضل الجواد الكريم، البر الرحيم، الغفور المحسن الحليم، السلام المؤمن المهيمن الحكيم، الذي لا تحصى فضائله، ولا تنقطع أبداً دلائله، ولا يضل من تمسك به عن هداه، ولا يهدى إلى الحق من عاداه، ولا يرشد من خذله وأرداه، ولا يذل من والاه، أحمده حمد من أقر بربوبيته، وأشهد ألا إله إلا هو شهادة من تَخَضَّعَ لعبوديته، وتعرَّض لعفوه ورحمته، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، وصفوته من خلقه، وأمينه على وحيه، بعثه برسالته، واختصه بهدايته، وانتجبه لأمانته، واحتج به على بريته، فأدى الأمانة، ونصح الأمة، وأكمل الحجة، وبلَّغ الرسالة، جاهداً مجتهداً، صابراً متعبداً، حتى أكمل⁣(⁣٢) به الدين، وأرغم به الشياطين، وأنذر عشيرته الأقربين، ولم يأخذه في الله لوم⁣(⁣٣) اللائمين، بل صدع بما أمر به، واجتهد في طاعة ربه، حتى⁣(⁣٤) قبضه الله إليه، واختار ما لديه، على حقيقة


(١) في (ب): في أعظم المحل.

(٢) في (ب): حتى أكمل الله به الدين.

(٣) في (ب): لا تأخذه في الله لومة اللائمين.

(٤) في (ب): ثمقبضه الله إليه.