كتاب التوحيد والتناهي والتحديد الجزء الأول
  من دينه، وصحة من نفسه، رضياً مرضياً، زكياً هادياً مهدياً، مقرباً نجياً، ختم الله به أنبياءه، وهدى به أولياءه، وأرغم به أعداءه، وأوضح به حجته.
  فلما ختم به نبوته ورفعه من الأرض وطهَّره، وتوفاه إليه وبشره، خلفه الله على أمته، وامتن على بريته، بأخيه ووصيه، وحبيبه ووليه، وخدينه وصفيه، وشقيقه ونسيبه، ووزيره وقريبه، أمير المؤمنين، وقاتل الناكثين، وسيف رب العالمين، ومردي الأوثان، وقاصم الأقران، ومنزل الفرسان، عن كل طامح العنان، إذا التقت صُلب الْمُرّان، المسمى في القرآن بالإيمان، والمبشر في القرآن بالرحمة والرضوان.
  تم أكرمه الله بالوفاة، وختم له بالنجاة، وألحقه بنبيه، وأخيه ووليه، محمد خاتم النبيين، وسيد الأولين والآخرين، واحتج على خلقه بالسبطين، الطاهرين المطهرين، ابني الرسول، وسليلي البتول، الحسن والحسين، ثم قبضهما الله إلى رحمته، وألحقهما بنبيه، [وأخيه ووليه](١)، وخلفهما بعترة طيبة مرضية، وشجرة مباركة زكية، وذرية هادية مهدية، يكثر عددهم.
  وسنذكر إن شاء الله تعالى بعض من تجب طاعته منهم، مثل: زيد بن علي(٢) ¥ إمام المتقين، عليه صلوات رب العالمين.
  ومثل: ابنه
(١) ما بين المعكوفين ساقط في (ب).
(٢) الإمام الأعظم الشهيد زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب # ولد سنة (٧٥ هـ) بالمدينة المنورة، حليف القرآن، من أعلم الناس وأفصحهم وأخطبهم وأزهدهم وأشجعهم، إمام الزيدية وقائدها، فاتح باب الجهاد والإستشهاد، ومجدد الثورة ضد الظلم والفساد. وهو العلم المميز للمذاهب عن بقية مذاهب الشيعة، جم الفضائل، كثير المناقب، ارتوى العلم عن أبيه زين العابدين وأخيه باقر علم النبيين. رحل إلى الكوفة وناظر علمائها، بايعه أكثر من أربعين ألفاً ولم يثبت معه إلا القليل، سقط شهيداً في الخامس والعشرين من شهر محرم سنة (١٢٢ هـ) من أجل إقامة دولة الحق، وإلى جانب حماسة نهجه الثوري خلف لنا تراثاً علمياً أصيلاً، وفكراً عظيماً قاوم جميع الإنحرافات الفكرية كالجبر، والتشبيه، =