مجموع كتب ورسائل الإمام المهدي الحسين بن القاسم العياني
  فيحاوره ويناظره ويخاطب فيه العقل والوجدان، مُعيداً صياغة ما لديه من القناعات العقائدية والفكرية على أساسٍ من قوة الحجة لا حجة القوة، وبذلك جسدوا وسطية الإسلام وسماحته وانفتاحه على الآخر، واستطاعوا من خلال هذه المعاني أن يقدموا الإسلام إلى الناس جميعاً - مسلمين وغير مسلمين - كما هو جميلاً آسراً، وقوياً دامغاً بحججه وأطروحاته في جميع ما يدعو إليه ويحذر منه.
  من هنا وفي الوقت الذي نسمع فيه ونقرأ عن الدعوة إلى حوار الحضارات والثقافات المختلفة كواحدة من أهم الدعوات والقضايا المثارة في عالم اليوم نجد أن أهل البيت $ قد سبقوا إلى ذلك منذ سنين مضت وقرون خلت، بل وأظهروا مواقف أكثر تقدماً من حيث أنهم تجاوزوا مجرد الدعوة للحوار إلى ممارسة الحوار ذاته، وهذا التاريخ يطالعنا بالعديد من المحاورات والمناظرات التي خاض غمراتها أئمة أهل البيت $، ومنها:
  ١ - مناظرة الإمام زيد # المتوفى سنة (١٢٢ هـ) مع أحد النصاري:
  تلك المناظرة الشهيرة التي دارت بين الإمام زيد # وبين راهب مسيحي - في مجلس الحاكم الأموي هشام بن عبد الملك - حول بشرية نبي الله عيسي بن مريم #، وهي مناظرة استطاع الإمام زيد أن يصل من خلالها إلى عقل ووجدان هذا الراهب المسيحي لينقله بقوة الحجة والبرهان من عقيدة التثليث - التي تؤله عيسى # - إلى عقيدة التوحيد بقول الراهب: أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله وأن عيسي كلمة الله ألقاها إلى مريم، وأنه عبد مخلوق.(١)
(١) التحفة العنبرية - خ -.