مجموع كتب ورسائل الإمام المهدي الحسين بن القاسم العياني
  خلق الأفعال ومنها المعاصي، ولما سأله: ما تقول يا سيدنا في المعاصي؟ أجابه الإمام الهادي # بسؤال: ومن العاصي؟
  فانقطع وسكت! فوبخه أصحابه، فقال: إن قلت الخالق العاصي كفرت، وإن قلت المخلوق العاصي خرجت من مذهبي.
  فقاموا بأجمعهم وبايعوا الإمام الهادي #(١).
  وأصبح الشيخ النقوي ومن معه من العلماء من أبرز تلاميذ الإمام الهادي #، ويقال: إنه تبعهم ما يقرب من سبعة آلاف ممن كانوا على مذهب المجبرة، قال الإمام المنصور بالله عبد الله بن حمزة (تسعة حروف ردت ألوف).
  ولو نظرنا في سر هذا التحول، لوجدناه بفضل إعمال الفكر وإجالة النظر، والتحرر من ربقة التقليد الأعمى.
  تلك كانت نماذج سريعة من الحوارات التي تجعل كل الحضارات المنصفة مقرّة لأهل هذا البيت النبوي الشريف بالعلم والفضل، وقد تركزت حواراتهم المختلفة ولقاءاتهم المتعددة حول التدليل على فاطر الأرض والسموات، وتفنيد الشبهات المظلة والتمنطقات المزلة والاعتقادات المذلة.
  فأي حوارات توازيها؟ وأي ثقافات تساريها؟ إنها حكمة الله منحها إياهم، وخصيصة اختصهم بها، {يُؤْتِي الْحِكْمَةَ مَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيرًا ...}[البقرة: ٢٦٩].
(١) انظر: الإمام الهادي والياً وفقيهاً ومجاهداً: ٩٠، الإكليل للهمداني: ٢/ ١٥٦، المستطاب - خ -.