2 - الشاهد الثاني:
  ذلك في سورة حم السجدة: {فَإِنْ أَعْرَضُوا فَقُلْ أَنْذَرْتُكُمْ صَاعِقَةً مِثْلَ صَاعِقَةِ عَادٍ وَثَمُودَ ١٣}[فصلت]!.
  فجاء - ها هنا - أن الفريقين إنما هلكا جميعاً بالصاعقة بعد ما قال ما قال أنهما هلكا بالريح والرجفة! ..
  هذا من عجائب العربية؛ لأن الريح عند العرب الصاعقة وكل عذاب هو عندهم صاعقة؛ لا يشكون في ذلك؛ لما يعوا في كلامهم وخطابهم، والدليل علي ذلك أن الصعق القيسي كان يقرى أضيافاً له، واشتدت عليه الريح مآذنة فدعا عليها، فسلطها الله، ø، عليه فأهكلته فمات منها؛ ولذلك لا يعرف هو ولا ابنه في قيس إلا بعمر بن الصعق.
  قال الشاعر:
  وإنّ خويلداً فأبلى عليه ... قتيل الربح في البلد التهامي
  فسموه «الصعق»، ورثوه بأنه قتيل الريح، وأن الصعق عندهم - هو الريح، فافهم هذا الباب؛ إن شاء الله.
٢ - الشاهد الثاني:
  وشاهد آخر قوله، ø: {لِيُخْرِجَكُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ}[الأحزاب: ٤٣] والكفار لم يكونوا قط في النور فيخرجوا منه، وإنماهم في الظلمة والعمى ابدأ، وإنما المعنى فيه ان من مال عن الحق فهو خارج من النور.