الرد على مسائل المجبرة عن وسوسة إبليس وسائر الشياطين،

الإمام الناصر أحمد بن يحيى (المتوفى: 325 هـ)

هل اقدر الله عدوه على ما لم يعطه لأوليائه:

صفحة 284 - الجزء 1

  ثم نقول لهم: أخبرونا اليس قد قال الله، ø: {إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لَا تَرَوْنَهُمْ}⁣[الأعراف: ٢٧]؟

  فإذا قالوا: بلى.

  قلنا لهم: فأخبرونا عن ذلك الغلام الذي في الجزيرة، كيف يغويه إبليس، وكيف يضله، وكيف يضل غيره من جميع الخلق - على أنه ما لزم في واحدٍ لزم في جميع الخلق، إذ القصة واحدة؟.

  فلابد لهم أن يقولوا: إنه يبدوا لهم، فيردون على القرآن، ويضلهم على وجه من الوجوه.

  فإن إدعوا أمراً لا تقبله العقول، ولاتقوم لهم به حجة سقط قولهم؛ إلا أن يدعوا إنه يقدر على الخلق، كقدرة الله، ø؛ على خلقه ..! (فيوجبوا) خالقاً آخر قادراً قوياً مع الله! ... فيلزمهم الشرك والخروج من فيه الإسلام كافة، لابد لهم من ذلك، أو الرجوع عن الجهل.

  فإن قالوا: إن الله، ø، أقدره على ذلك، وجعل له إليه السبيل.

هل اقدر الله عدوه على ما لم يعطه لأوليائه:

  لزمهم أن الله ø، جعل لعدوه المخالف لأمره والعاصي له من القوة والمقدرة والسلطان، ما لم يجعل لأوليائه ذلك، وأهل طاعته من الأنبياء والمرسلين؛ وأنه قد وصّلَ عدوه وأمكنه من المنزلة الشريفة والمرتبة الرفيعة، التي نال بها أولياء الله، ø؛ رسله، $، وبلغ بها مكروههم، وأحرق بها قلوبهم، على قود قولهم!

  فكان له من الخطر العظيم والعطية النفسية والعلو والدرجة الكريمة والقدرة القاهرة ما علا به على الخلق المطيع منهم والعاصي؛ وبان بذلك الفضل على