الرد على مسائل المجبرة عن وسوسة إبليس وسائر الشياطين،

الإمام الناصر أحمد بن يحيى (المتوفى: 325 هـ)

من زعم قرب إبليس كقرب الله منا ساوى بينهما:

صفحة 316 - الجزء 1

  الذي وصف الله، ø، عن النفس، كما جعله، بل جعلتم ذلك كله من فعل إبليس، وخالفتم القرآن؛ لأن الله، ø، اخبرنا بعظيم قدرته على الأشياء والقوة الباهرة التي بان بها عن ما خلق، فقال: {وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ ١٦}⁣[ق] فزعموا أن إبليس يوسوس في قلب الآدمى!

  ***

من زعم قرب إبليس كقرب الله منا ساوى بينهما:

  فصار إبليس أقرب إليه من حبل الوريد ايضاً! ... فإذاً لا فرق بينه وبين الله، ø، في القوة القاهرة، والقوة الباهرة.

  فإذاً القوم يوجبون من التعظيم والتقويه والعز والسلطان، لعدوهم إبليس الذليل الضعيف، مثل ما أوجبوا لله، ø، من عظيم القوة والسلطان! ... وهذا غاية ما يكون من الجهل والعمى وقلة النصفة والذهاب عن طريق الحق، الذي لا يساوى الله، ø، في قدرته وقوته ولطائف صنعه أحد من جميع خلقه، حاش لله من جميع ذلك وعز الله وعلا علواً كبيراً.

  ***