الرد على مسائل المجبرة عن وسوسة إبليس وسائر الشياطين،

الإمام الناصر أحمد بن يحيى (المتوفى: 325 هـ)

نقد المجبرة في أن إبليس يتصور في صور شتى:

صفحة 330 - الجزء 1

  فإن كان - هذا الباطل عندكم - حقاً فلا يخلوا أن يكون ما رووه أصح وأصدق من القرآن الذي قاله الله، ø: {إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لَا تَرَوْنَهُمْ}⁣[الأعراف: ٢٧] فلابد من صدق أحد القولين، وكذب الآخر بحيلة محتال.

  ***

نقد المجبرة في أن إبليس يتصور في صور شتى:

  وقولهم: إنه تصور في صورة سراقة. أعظم واجل - عند أهل العقول والأفهام - لأنه إنما كان يتصور إذا أراد في صورة ويحول نفسه عن ما أحب من صورته، فهو قادر قاهر، إذ كان هذا فعله في نفسه من نفسه! ..

  فلا بعد قدرة هذا قدرة، وقد ساوى الله، ø، في قدرته على الأشياء، ووجب أنه غير عاجز!

  وإن قالوا: إنما الله الذي أقدره على أن يتصور كيف شاء.

  قلنا لهم: فما الفرق في روايتكم في جبريل، ~، أنه يتصور، إذا جاء إلى النبي ÷، في صورة دحية الكلبي، وأن النبي ÷ سأله أن يريه كيف صورته مع الملائكة فوعده إلى منى، ثم جاءه ناشرا جناحيه، حتى سد الافق وغشى على النبي، ª، حتى رجع له في صورة الآدمي، وأمسك على قلبه، حتى رجعت إليه نفسه بعد الفرغ.

  ***

بين جبريل وابليس:

  فإذا كان الله، ø، أقدر وليه الكريم عليه - وهو جبريل، ~،