منهج الإمام أحمد في الإنصاف كمنهج الإمام على، كرم الله وجهه:
  فقد لزمهم أن من مات بقى شيطان بلا شغل، وان من كان يوسوسه وينال من قلبه، مثل قدرة رب العالمين، قد مات وفرغ وبقي بلا شغل، وهذا فساد ولا يجوز.
  ونحن من بعد هذا كله نقول لهم إن جاءوا بحجة قاهرة ودلالة باهرة، تشهد عليها عقولنا، وعقول من سمعها من غيرنا، سلمنا لهم.
  وإن لم ياتوا بحجة توجب لهم علينا أن لإبليس اللعين الذليل الضعيف، قدرة أقدره الله، ø، كقدرته هو - تبارك وتعالى - الذي لا يقدر على مثل قدرته أحد غيره، فالقول قولنا والحق معنا دونهم، وليس قولنا هذا لشك داخلنا، ولا يجوز أنهم يأتون بحجة.
  ***
منهج الإمام أحمد في الإنصاف كمنهج الإمام على، كرم الله وجهه:
  وإنما قلنا هذا من طريق الإنصاف، كقول امير المؤمنين علي بن أبي طالب، ~، إذ غلبته أصحابه ومالوا إلى تحكيم الحكمين، فلما عزموا على ذلك، وهو له كاره، قال: فاما إذا عزمتم على إسالهما فيذهبا فيحكما بكتاب الله، ø، فإن وجدا معاوية في القرآن أولى بالمقام منى فليسلما له، وإن وجداني في القرآن أولى من معاوية فليسلما لي.
  فاحتج عليه الخوارج بهذا الكلام، وقالوا: قد شككت في نفسك فنحن فيك أشد شكاً.