التيسير في التفسير،

بدر الدين بن أمير الدين (المتوفى: 1431 هـ)

سورة المائدة

صفحة 397 - الجزء 2

  وَالْحِكْمَةَ وَالتَّوْرَاةَ وَالْإِنْجِيلَ وَإِذْ تَخْلُقُ مِنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ بِإِذْنِي فَتَنْفُخُ فِيهَا فَتَكُونُ طَيْرًا بِإِذْنِي وَتُبْرِئُ الْأَكْمَهَ وَالْأَبْرَصَ بِإِذْنِي وَإِذْ تُخْرِجُ الْمَوْتَى بِإِذْنِي وَإِذْ كَفَفْتُ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَنْكَ إِذْ جِئْتَهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ إِنْ هَذَا إِلَّا سِحْرٌ مُبِينٌ ١١٠ وَإِذْ


  (١١٠) {إِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ اذْكُرْ نِعْمَتِي عَلَيْكَ وَعَلَى وَالِدَتِكَ} هذا يكون يوم القيامة يوم يجمع الله الرسل، واختص بالكلام لما سبق في الدنيا من غلوِّ بعض النصارى فيه، وهذا الكلام يشير إلى أنه عبد لله أنعم عليه.

  {إِذْ أَيَّدْتُكَ بِرُوحِ الْقُدُسِ تُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ وَكَهْلا} {أَيَّدْتُكَ} قويتك، و (روح القدس) جبريل #، قال تعالى: {قُلْ نَزَّلَهُ رُوحُ الْقُدُسِ}⁣[النحل: ١٠٢] فهو له معين، ولعل هذا في صغره وكبره، أما الصغير فإنه ضعيف يحتاج إلى من يرعاه، وأما الكبير فلأنه يحتاج إلى من يعينه على أعدائه وفي بعض مهماته، و {الْمَهْدِ} ما يمهد للصبي من فراش يجعل عليه، والكهل: فوق الشباب، أي من تجاوز سن الشباب، أو هو في آخر الشباب.

  وحكى الشرفي في (المصابيح) عن الإمام أبي الفتح الديلمي - صاحب البرهان -: أن الكهل: ابن ثلاثين سنة، وأفاد الراغب في (مفرداته): أنه من شارف الشيب، ولعله يعني: من ظهر فيه بياض بعض شعره، ولم يغلب على السواد.

  وقال (صاحب الكشاف): «وحين الكهولة الذي هو وقت كمال العقل وبلوغ الأشد، والحد الذي يستنبأ فيه الأنبياء» انتهى، وفي (الصحاح): «الكهل: الذي جاوز الثلاثين، ووخطه الشيب» انتهى.