سورة المائدة
  أَوْحَيْتُ إِلَى الْحَوَارِيِّينَ أَنْ آمِنُوا بِي وَبِرَسُولِي قَالُوا آمَنَّا وَاشْهَدْ بِأَنَّنَا مُسْلِمُونَ ١١١ إِذْ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ يَاعِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ هَلْ يَسْتَطِيعُ رَبُّكَ
  {وَإِذْ كَفَفْتُ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَنْكَ إِذْ جِئْتَهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ إِنْ هَذَا إِلاَّ سِحْرٌ مُبِينٌ} وإذ نصرتك على الذين كفروا وحاولوا قتلك، بأن كففتهم عنك {إِذْ جِئْتَهُمْ} بالآيات البينات، الدالة على أنك رسول الله إلى بني إسرائيل، وكذلك كففت الذين آمنوا بهدايتهم للإيمان، فالكف لبني إسرائيل جملة؛ لأنهم أشداء يقتلون الأنبياء، ولولا إيمان من آمن لكان مثل الذين كفروا يريد قتلك.
  أما {الَّذِينَ كَفَرُوا} فقالوا: {إِنْ هَذَا} أي ما هذا الذي جئتهم به {إِلاَّ سِحْرٌ} وتخييل، وليس شيئاً واقعياً بزعمهم كصنع الساحر في تخييله قلب الحبل حية، وقولهم: {مُبِينٌ} أي بيّن أنه سحر، مبالغة منهم في الكفر.
  (١١١) {وَإِذْ أَوْحَيْتُ إِلَى الْحَوَارِيِّينَ أَنْ آَمِنُوا بِي وَبِرَسُولِي قَالُوا آَمَنَّا وَاشْهَدْ بِأَنَّنَا مُسْلِمُونَ} (الحواريون) الخلص من بني إسرائيل الذين دعاهم عيسى # الذين هم الصفوة منهم، وهذا الوحي الراجح: أنه هدايتهم، كقوله تعالى: {وَأَوْحَى رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ}[النحل: ٦٨] فالمعنى: هدايتهم للإيمان بي وبرسولي، ليكونوا أنصاراً لك ومصدقين لك؛ لقوله تعالى: {فَلَمَّا أَحَسَّ عِيسَى مِنْهُمُ الْكُفْرَ قَالَ مَنْ أَنْصَارِي إِلَى اللَّهِ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنْصَارُ اللَّهِ}[آل عمران: ٥٢] وقوله تعالى: {كَمَا قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ لِلْحَوَارِيِّينَ مَنْ أَنصَارِي إِلَى اللَّهِ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنصَارُ ...} الآية [الصف: ١٤].
  فهم معروفون بنصره #، وهدايتهم للإيمان بالله وبرسوله عيسى # من النعم عليه؛ لتأييده بهم {قَالُوا آَمَنَّا وَاشْهَدْ بِأَنَّنَا مُسْلِمُونَ} لله لا نجعل له شريكاً، وهذا من الرد على النصارى.