التيسير في التفسير،

بدر الدين بن أمير الدين (المتوفى: 1431 هـ)

سورة يونس

صفحة 418 - الجزء 3

  الْمُؤْمِنِينَ ١٠٤ وَأَنْ أَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا وَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُشْرِكِينَ ١٠٥ وَلَا تَدْعُ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَنْفَعُكَ وَلَا يَضُرُّكَ فَإِنْ فَعَلْتَ فَإِنَّكَ إِذًا مِنَ الظَّالِمِينَ ١٠٦ وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلَا كَاشِفَ


  (١٠٤) {قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنْ كُنْتُمْ فِي شَكٍّ مِنْ دِينِي فَلَا أَعْبُدُ الَّذِينَ تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ} {قُل} يا رسول الله بعد الإحتجاج الكامل على صدقك وعلى بطلان الشرك يَا {أَيُّهَا النَّاسُ إِنْ كُنْتُمْ فِي شَكٍّ مِنْ دِينِي} فلا أشك في بطلان دينكم {فَلَا أَعْبُدُ الَّذِينَ تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ} فأنا بريء من دينكم.

  {وَلَكِنْ أَعْبُدُ اللَّهَ الَّذِي يَتَوَفَّاكُمْ} فلا تنجيكم آلهتكم من الموت فأي الفريقين أحق بالأمن فأنا أعبد الله الذي بيده نفوسنا، وأنتم تعبدون من دونه ما لا برهان لكم به.

  {وَأُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ} فأنا في طاعته بإيماني، ولم تؤمروا بالشرك فانتبهوا لتوقنوا أنكم على باطل.

  (١٠٥) {وَأَنْ أَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا} أي {وَ} أمرت {أَنْ أَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ} الذي هو الدين؛ لأنه الدين النافع.

  وقوله تعالى: {حَنِيفًا} قيل في تفسير (الحنيف): الخاشع أو الخاشع المحب، وهو أقرب من تفسيره بالمائل، وأقم وجهك للدين: اجعل وجهك قيماً مستقيماً للدين، لا يعوج عن العمل لله سبحانه أو لا يعوج عن إقباله على الدين وقبوله له وصلاحه له واستعداده له.

  {وَلا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُشْرِكِينَ} نهي مؤكد عن الشرك أي قل يا أيها الناس ذلك القول {وَلا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُشْرِكِينَ} بل تبرأ منهم وباينهم.

  (١٠٦) {وَلَا تَدْعُ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَنْفَعُكَ وَلَا يَضُرُّكَ} ولا تطلب من دون الله لما لا يقدر عليه إلا الله كشفاء مريض، ونصر على عدو، وبركة في