التيسير في التفسير،

بدر الدين بن أمير الدين (المتوفى: 1431 هـ)

سورة يونس

صفحة 419 - الجزء 3

  لَهُ إِلَّا هُوَ وَإِنْ يُرِدْكَ بِخَيْرٍ فَلَا رَادَّ لِفَضْلِهِ يُصِيبُ بِهِ مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَهُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ ١٠٧ قُلْ يَاأَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَكُمُ الْحَقُّ


  مال أو ولد، وحفظ من الأمر الغالب، والقرينة لإرادة هذا هي السياق والحال، وقوله: {مِنْ دُونِ اللَّهِ} وقوله: {مَا لَا يَنْفَعُكَ وَلَا يَضُرُّكَ} فكل ذلك يدل على أن المعنى لا تفعل كما يفعل المشركون الذين يدعون من دون الله شركاءهم ويرجون منهم ما يطلبون وهم لا ينفعون ولا يضرون.

  {فَإِنْ فَعَلْتَ} ذلك {فَإِنَّكَ إِذًا مِنَ الظَّالِمِينَ} {إِذًا} تأكيد للشرط وهذا تعبّد من الله لعبده ورسوله ÷ وتحذير لسائر الناس من الشرك من حيث دلالته على أن رسول الله ÷ لو أشرك لكان من الظالمين المستحقين للعذاب بظلمهم الذي هو الشرك.

  (١٠٧) {وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلَا كَاشِفَ لَهُ إِلَّا هُوَ} أما شركاء المشركين فلا يكشفونه {وَإِنْ يُرِدْكَ بِخَيْرٍ فَلا رَادَّ لِفَضْلِهِ يُصِيبُ بِهِ مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَهُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ} {وَإِنْ يُرِدْكَ بِخَيْرٍ} يجعله لك {فَلا رَادَّ لِفَضْلِهِ} لأنه الغالب على أمره، وهذا يدل على كفاية الله لعبده، وأنه لا فائدة لعبادةٍ من دونه، كقوله تعالى: {قُلْ أَفَرَأَيْتُمْ مَا تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ أَرَادَنِي اللَّهُ بِضُرٍّ هَلْ هُنَّ كَاشِفَاتُ ضُرِّهِ أَوْ أَرَادَنِي بِرَحْمَةٍ هَلْ هُنَّ مُمْسِكَاتُ رَحْمَتِهِ قُلْ حَسْبِي اللَّهُ ..}⁣[الزمر: ٣٨].

  وقوله تعالى: {يُصِيبُ بِهِ} أي بفضله {مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ} أي من الناس وغيرهم، وفيه تنبيه على أن الله يصيب بفضله من يشاء من الناس لأنهم عباده وهو ربهم الذي خلقهم والذي يرزقهم، ففيه تنبيه على بطلان الشرك.