سورة الإسراء
سورة الإسراء
  بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
  سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ ١ وَآتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَجَعَلْنَاهُ هُدًى لِبَنِي إِسْرَائِيلَ أَلَّا تَتَّخِذُوا مِنْ
  تفسير (سورة الإسراء) وهي (سورة بني إسرائيل)
  قال الشرفي في [المصابيح]: «مكية إلا ثلاث آيات من قوله: {وَإِنْ كَادُوا لَيَفْتِنُونَكَ ..} إلى قوله {.. سُلْطَانًا نَصِيرًا}[٧٢ - ٨٠] قال: قال في [البرهان] وهو قول ابن عباس» انتهى.
  (١) {بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ} {سُبْحَانَ} تسبيح وتنزيه للذي {أَسْرَى بِعَبْدِهِ} وهو الله ﷻ سبحانه عما يقول الظالمون كما يأتي في السورة، فالمشركون جعلوا لَه أنداداً لا تقدر على شيء والله منزه عن ذلك؛ لأنه القادر على كل شيء؛ ولذلك أسرى بعبده محمد ÷ الذي عبّد نفسه لربه وأخلص لَه العبادة فكرَّمه الله بهذا الإسراء وجعله عرْضاً لآيات يطلع عليها في هذا الإسراء.
  وإسراؤه به: نقله {مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى} الأبعد، وهو مسجد بيت المقدس، فقوله تعالى: {لَيْلًا} يحقق أن قطع المسافة كلِّها كان في الليل.
  قال الشرفي في (المصابيح) عن الناصر أحمد بن الهادي إلى الحق @ من كلامٍ ذكره الشرفي: «وأما قوله {لَيْلًا} فإنه يعني: قدرته وتعجيل بلوغه إلى الشام من مكة، والمسجدُ [الحرام] مسجدُ مكة، والمسجدُ الأقصى مسجدُ بيت المقدس المبارك الذي بارك الله فيه وفيما حوله وأَعظَمَ النعمةَ على خلقه والإحسانَ إلى بريته، ويعني بقوله: {لَيْلًا} ليلة واحدة؛ لأن قريشاً لم تفقد رسول الله إلا ليلة واحدة» انتهى.