التيسير في التفسير،

بدر الدين بن أمير الدين (المتوفى: 1431 هـ)

سورة الإسراء

صفحة 267 - الجزء 4

سورة الإسراء

  بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

  سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ ١ وَآتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَجَعَلْنَاهُ هُدًى لِبَنِي إِسْرَائِيلَ أَلَّا تَتَّخِذُوا مِنْ


  تفسير (سورة الإسراء) وهي (سورة بني إسرائيل)

  قال الشرفي في [المصابيح]: «مكية إلا ثلاث آيات من قوله: {وَإِنْ كَادُوا لَيَفْتِنُونَكَ ..} إلى قوله {.. سُلْطَانًا نَصِيرًا}⁣[٧٢ - ٨٠] قال: قال في [البرهان] وهو قول ابن عباس» انتهى.

  (١) {بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ} {سُبْحَانَ} تسبيح وتنزيه للذي {أَسْرَى بِعَبْدِهِ} وهو الله سبحانه عما يقول الظالمون كما يأتي في السورة، فالمشركون جعلوا لَه أنداداً لا تقدر على شيء والله منزه عن ذلك؛ لأنه القادر على كل شيء؛ ولذلك أسرى بعبده محمد ÷ الذي عبّد نفسه لربه وأخلص لَه العبادة فكرَّمه الله بهذا الإسراء وجعله عرْضاً لآيات يطلع عليها في هذا الإسراء.

  وإسراؤه به: نقله {مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى} الأبعد، وهو مسجد بيت المقدس، فقوله تعالى: {لَيْلًا} يحقق أن قطع المسافة كلِّها كان في الليل.

  قال الشرفي في (المصابيح) عن الناصر أحمد بن الهادي إلى الحق @ من كلامٍ ذكره الشرفي: «وأما قوله {لَيْلًا} فإنه يعني: قدرته وتعجيل بلوغه إلى الشام من مكة، والمسجدُ [الحرام] مسجدُ مكة، والمسجدُ الأقصى مسجدُ بيت المقدس المبارك الذي بارك الله فيه وفيما حوله وأَعظَمَ النعمةَ على خلقه والإحسانَ إلى بريته، ويعني بقوله: {لَيْلًا} ليلة واحدة؛ لأن قريشاً لم تفقد رسول الله إلا ليلة واحدة» انتهى.