التيسير في التفسير،

بدر الدين بن أمير الدين (المتوفى: 1431 هـ)

سورة الإسراء

صفحة 359 - الجزء 4

  تُخَافِتْ بِهَا وَابْتَغِ بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلًا ١١٠ وَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَمْ يَتَّخِذْ وَلَدًا وَلَمْ يَكُنْ لَهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ وَلِيٌّ مِنَ الذُّلِّ وَكَبِّرْهُ تَكْبِيرًا ١١١


  إلى قوله ... إنه مشهد مصوِّر لحالة شعورية غامرة يرسم تأثير هذا القرآن في القلوب المتفتحة لاستقبال فيضه العارفة بطبيعته وقيمته بسبب ما أوتيت من العلم قبله، والعلم المقصود هو ما أنزله الله من الكتاب قبل القرآن فالعلم الحق هو ماجاء من عند الله» انتهى.

  (١١٠) {قُلِ ادْعُوا اللَّهَ أَوِ ادْعُوا الرَّحْمَنَ أَيًّا مَا تَدْعُوا فَلَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى وَلَا تَجْهَرْ بِصَلَاتِكَ وَلَا تُخَافِتْ بِهَا وَابْتَغِ بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلاً}.

  {قُلِ} يا رسول الله {ادْعُوا اللَّهَ أَوِ ادْعُوا الرَّحْمَنَ} أي سواء هذا الدعاء وهذا الدعاء؛ لأن الرحمن هو الله الأحد {أَيًّا مَا} أي الدعائين {تَدْعُوا فَلَهُ} أي فلله وحده {الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى} هذان الإسمان وأسماء حسنى غيرهما والمسمى بها واحد {وَلَا تَجْهَرْ بِصَلَاتِكَ} بقراءتك في الصلاة أي لاترفع الصوت بها رفعاً زائداً، والجهر: هو رفع الصوت قال الشاعر:

  وداع دعا يا من يجيب إلى الندا ... فلم يستجبه عند ذاك مجيب

  فقلت ادع أخرى وارفع الصوت جهرة ... لعل أبي المغوار منك قريب

  وقوله تعالى: {وَلَا تُخَافِتْ بِهَا} أي لا تخفِها بحيث لايسمع المصلون معك {وَابْتَغِ بَيْنَ ذَلِكَ} بين الجهر والمخافتة {سَبِيلاً} طريقاً وسطاً.

  قال الشرفي في (المصابيح): «وقال الإمام أحمد بن يحيى - يعني بن الهادي # - والسبيل: فهو الأوسط من الأمر الذي لا يعلي صوته ولا يسرّ، يكون بين ذلك وسطاً حسناً لا رفعاً شديداً ولا خفضاً غامضاً، مثل قوله في