التيسير في التفسير،

بدر الدين بن أمير الدين (المتوفى: 1431 هـ)

سورة الأنبياء

صفحة 617 - الجزء 4

  الْأَكْبَرُ وَتَتَلَقَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ هَذَا يَوْمُكُمُ الَّذِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ ١٠٣ يَوْمَ نَطْوِي السَّمَاءَ كَطَيِّ السِّجِلِّ لِلْكُتُبِ كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ


  قال الشرفي: «أي صوتها الذي يحس بالسمع» انتهى، فجعله (فعيلاً) بمعنى (مفعول) فأما (صاحب الصحاح) فجعله اسماً للصوت الخفي - ثم قال -: «وقال الله تعالى: {لا يَسْمَعُونَ حَسِيسَهَا} كأنه يعني أنه استعمل في مطلق الصوت». وقوله تعالى: {وَهُمْ فِي مَا اشْتَهَتْ أَنْفُسُهُمْ خَالِدُونَ} باقون لا يموتون ولا يفنى ما اشتهته أنفسهم، لأن ما أتلفوه أبدل فالجنس باق أبداً.

  (١٠٣) {لا يَحْزُنُهُمُ الْفَزَعُ الْأَكْبَرُ وَتَتَلَقَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ هَذَا يَوْمُكُمُ الَّذِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ} قال الشرفي في (المصابيح) في تفسير {إِنَّ الَّذِينَ سَبَقَتْ لَهُمْ مِنَّا الْحُسْنَى}⁣[الأنبياء: ١٠١]: «قال الهادي #: يعني وجب لهم منا الحكم بالحسنى في دار الدنيا، وتقدم منا في حياتهم الدنيا وجوب [في نسخة (المصابيح): وجواب وهو غلط - تمت] الوعد بالحسنى والحسنى فهي الثواب والرحمة ووجوب المغفرة ورفع الدرجة».

  ثم قال الشرفي: «قال # - يعني الإمام الهادي # -: يخبر أن هؤلاء الذين قد وجب لهم من الله في الدنيا ما وجب من الحسنى عنها مبعدون فهي النار نعوذ بالله من النار، والذين سبق لهم من الله الحسنى هذا في الدنيا والآخرة فهم المؤمنون بالله العارفون به المثبتون لعدله وتوحيده القائلون [في نسخة (المصابيح): القائمون، والراجح أنه غلط - تمت] بصدق وعده ووعيده والعارفون بفضل الجهاد في سبيله الموالون لأوليائه والمعادون لأعدائه والمؤدّون لجميع فرائضه القائمون بطاعته التاركون لمعصيته المستقيمون على واضح سبيله رحمة الله عليهم، ونسأل الله أن يجعلنا في حكمه كذلك، وأن يرزقنا برحمته ذلك، وأن يفعل بنا ما يفعل بأولئك إنه ولي حميد» انتهى.