التيسير في التفسير،

بدر الدين بن أمير الدين (المتوفى: 1431 هـ)

سورة الفرقان

صفحة 225 - الجزء 5

  يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَا يَزْنُونَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا ٦٨ يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَانًا ٦٩ إِلَّا


  (٦٧) {وَالَّذِينَ إِذَا أَنْفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَامًا} {لَمْ يُسْرِفُوا} في الإنفاق إما بإضاعة المال في غير فائدة ومنه الإنفاق الكثير الذي يزيد ويتلف الزائد في غير فائدة، وإما بإنفاقه في المعاصي لأنه إضاعة له في غير فائدة وإن كانت عند العاصي فائدة و {لَمْ يَقْتُرُوا} لم ينفقوا أقل من المحتاج إليه.

  قال الراغب الأصبهاني: «القتر: تقليل النفقة» انتهى، وقوله تعالى: {وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَامًا} أي كان إنفاقهم بين الإسراف والتقتير {قَوَامًا} ما تقوم به الحاله، وقال في (الصحاح): «القوام: العدل» انتهى.

  (٦٨ - ٦٩) {وَالَّذِينَ لا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آَخَرَ وَلا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلا يَزْنُونَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا ۝ يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَانًا}

  {لا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آَخَرَ} هذه من صفات عباد الرحمن فهم لا يعبدون إلا الرحمن أو لا يسمون مع الله إلهاً والأول أرجح {وَلا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ} والحق قتلها بحكم الله كالقصاص {وَلا يَزْنُونَ} والزنا: إتيان النساء غير الأزواج والذكر والأنثى فيه زانيان، ويستثنى مع الأزواج المملوكات للمجامع وحده فليس جماعهاً زنا؛ لأنها حلال شرعاً.

  {وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ} دعاء إله مع الله، وقتل النفس المحرمة بغير الحق، والزنا {يَلْقَ أَثَامًا} قال الشرفي: «والأثام: العقوبة» انتهى، وقد فسره قوله تعالى: {يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ ..} الآية، وقال في (الصحاح): «والأثام جزاء الإثم» انتهى، ومثله في (لسان العرب).