سورة الفرقان
  يَتُوبُ إِلَى اللَّهِ مَتَابًا ٧١ وَالَّذِينَ لَا يَشْهَدُونَ الزُّورَ وَإِذَا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِرَامًا ٧٢ وَالَّذِينَ إِذَا ذُكِّرُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ لَمْ يَخِرُّوا عَلَيْهَا
  وفي (تفسير الإمام زيد بن علي @): «معناه: يجعل ذلك في الدنيا بالشرك إيماناً وإخلاصاً، وبالسيء من العمل الصالح منه وبالفجور عفافاً وإحصاناً» انتهى. وقال الشرفي في (المصابيح): «وقال الحسين بن القاسم #: هذا من الاختصار؛ لأن السيئة لا ترجع حسنةً أبداً، وإنما المعنى: يبدل الله مكان سيئاتهم حسنات فعلوها بعد توبتهم» انتهى.
  وقال الشرفي: قال الإمام الناصر # في كتاب (البساط) في معنى (التبديل): «أعلمنا الله سبحانه أن العبد إذا تاب رد عليه ما بطل من عمله وجعل بدل سيئاته حسنات، قال الشرفي: ومثل هذا ذكر الإمام المنصور بالله عبد الله بن حمزة #، فإنه قال: إن سقوط ما يستحقه من الثواب كان [يـ] ـسوءه فسمي سيئة، فلما تاب رجع له فسمي حسنة، فهذا معنى التبديل - والله أعلم» انتهى.
  وقوله تعالى: {وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا} ومن مغفرته ورحمته تبديل السيئات حسنات لمن تاب وآمن وعمل عملاً صالحاً.
  (٧١) {وَمَنْ تَابَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَإِنَّهُ يَتُوبُ إِلَى اللَّهِ مَتَابًا} أي متاباً كريماً، والتوبة تنجي من العذاب فإذا أضيف إليها العمل الصالح أدى إلى أن يرجع إلى الله مرجعاً عظيماً مرجعاً مخصوصاً ليس كمرجع أكثر الأمم، والتنكير هنا مثله في قوله تعالى: {وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِمْ مَطَرًا}[الأعراف: ٨٤] فهو مطر غير المطر المعهود كذلك المرجع إلى الله مرجعاً مخصوصاً يخالف مرجع الأمم الكثيرة، ولكثرتها كان مرجعها كأنه الأصل في مرجع الإنس والجن، وفسرته بالكريم، لقوله تعالى: {وَنُدْخِلْكُمْ مُدْخَلاً كَرِيمًا}[النساء: ٣١] وغيرها من الوعد لأوليائه كما فسر مطر قوم لوط آيات من القرآن.