سورة الفرقان
  صَبَرُوا وَيُلَقَّوْنَ فِيهَا تَحِيَّةً وَسَلَامًا ٧٥ خَالِدِينَ فِيهَا حَسُنَتْ مُسْتَقَرًّا وَمُقَامًا ٧٦ قُلْ مَا يَعْبَأُ بِكُمْ رَبِّي لَوْلَا دُعَاؤُكُمْ فَقَدْ كَذَّبْتُمْ فَسَوْفَ يَكُونُ لِزَامًا ٧٧
  يفيد الحاضر إن كان حاضراً والمستقبل الذي يوجد بعد موت الداعي فقد علموا أن المؤمنين يدخلون الجنة ومن صلح من آبائهم وأزواجهم وذرياتهم.
  وقال تعالى: {وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُمْ بِإِيمَانٍ أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَاتِهِمْ}[الطور: ٢١] فأرادوا الدعاء بالصلاح، وأن يدخلوا هم ومن صلح من أزواجهم وذرياتهم الجنة تقر أعينهم بمن دخل معهم من أزواجهم وذرياتهم، ولا مانع من أن يراد قرة أعين في الدنيا بالنسبة للموجودين معهم وفي الآخرة، وهذا لأن المؤمن تقر عينه بصلاح زوجه وأولاده، وقرار العين كناية عن السرور.
  وقولهم: {وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا} أي اجعلنا قدوة لهم بأن نكون من الذين يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ويدعون إلى الخير حتى نكون متبوعين في التقوى قادة إلى الخير لننال أجر ذلك، وبأن نكون في التقوى فائقين بالزهد والورع والصبر والشكر ونحوه، حتى يرغب المتقون في الإقتداء بنا، كما قال:
  أئمة خير يقتدَى بفعالهم ... وتؤمن منهم زلة العثرات
  والحاصل: ربنا أصلحنا حتى نكون قادة للمتقين أو قدوة لهم، وفي (تفسير الإمام زيد بن علي @): «معناه: أئمة في الخير يقتدى بنا، وقال مثال» انتهى.
  (٧٥) {أُولَئِكَ يُجْزَوْنَ الْغُرْفَةَ بِمَا صَبَرُوا وَيُلَقَّوْنَ فِيهَا تَحِيَّةً وَسَلَامًا}: {أُولَئِكَ} إشارة إلى (عباد الرحمن) أهل الصفات المذكورة