سورة الفرقان
  
  من قوله تعالى: {الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الأَرْضِ هَوْنًا ..} إلى قوله تعالى: {.. إِمَامًا} وقوله تعالى: {يُجْزَوْنَ الْغُرْفَةَ} هي من غرف الجنة، قال تعالى: {لَكِنِ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ لَهُمْ غُرَفٌ مِنْ فَوْقِهَا غُرَفٌ مَبْنِيَّةٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ وَعْدَ اللَّهِ لاَ يُخْلِفُ اللَّهُ الْمِيعَادَ}[الزمر: ٢٠].
  قال الشرفي |: «والغرفات: هي العلالي المرتفعة في الجنة، والغرف هي الخلوات في لغة أهل اليمن، وهي العلالي في لغة أهل الحجاز» انتهى المراد، وقال الراغب: «والغرفة: عُلّيَّة من البناء» انتهى المراد.
  وقوله تعالى: {بِمَا صَبَرُوا} يصدق على صبرهم في الجهاد وفي طاعة الله كلها، وعلى صبرهم على البلاء من المرض وغيره كالفقر، وقوله تعالى: {وَيُلَقَّوْنَ فِيهَا} أي في الغرفة {تَحِيَّةً وَسَلامًا} وأطلق هنا، فيشمل تحية الملائكة لهم والسلام المذكورين في قول الله تعالى: {وَالْمَلاَئِكَةُ يَدْخُلُونَ عَلَيْهِمْ مِنْ كُلِّ بَابٍ سَلاَمٌ عَلَيْكُمْ بِمَا صَبَرْتُمْ ..}[الرعد: ٢٣ - ٢٤] لأنها تفيد التحية بالسلام، ويحتمل: أن التحية تحية المُلك - بضم الميم - قال في (الصحاح): «والتحية: الملك، قال زهير بن جناب الكلبي:
  ولكلّ ما نال الفتى ... قد نِلته إلا التحية
  قال في (الصحاح - أيضاً -: «وقال عمرو بن معديكرب:
  أسير به إلى النعمان حتى ... أنيخ على تحيته بجند
  أي على ملكه» انتهى، وهو هنا غير بعيد؛ لأن السياق لذكر كرامتهم وشرفهم.
  (٧٦) {خَالِدِينَ فِيهَا حَسُنَتْ مُسْتَقَرًّا وَمُقَامًا} خالدين في الجنة، والمستقر باعتبار الأمن والرغبة في البقاء، والمقام باعتبار طول المدة والبقاء.