سورة الشعراء
  بِآيَاتِنَا إِنَّا مَعَكُمْ مُسْتَمِعُونَ ١٥ فَأْتِيَا فِرْعَوْنَ فَقُولَا إِنَّا رَسُولُ رَبِّ الْعَالَمِينَ ١٦ أَنْ أَرْسِلْ مَعَنَا بَنِي إِسْرَائِيلَ ١٧ قَالَ أَلَمْ نُرَبِّكَ فِينَا وَلِيدًا
  شكاية إلى من هو القادر على حَلّ المشكلات، وهو الغالب على أمره {رَبِّ} يا رب {إِنِّي أَخَافُ أَنْ يُكَذِّبُونِ} فهم مظنة أن يكذبوني لجرأتهم على الباطل، وممارستهم للظلم العظيم والكثير - بالثاء - وإذا كذبوني لم يحصل رجوعهم عن الظلم الذي هم فيه فكأنه لم يحصل المقصود بالإرسال، بل لا يكون حاصلاً لو كان المقصود إنقاذهم لا غير، فهو (#) نظر إلى قصد إنقاذهم فذكر أنه يخاف أن لا يتم ذلك، لأنه يستبعد قبولهم منه مع ما هم فيه من الطغيان، والتكبر، فهذه الأولى من الشكاوي.
  والثانية: قوله (#): {وَيَضِيقُ صَدْرِي وَلَا يَنْطَلِقُ لِسَانِي} يضيق صدري من تكذيبهم، ولا ينطلق لساني من أجل ما فيه من الخلل المانع من قدرة اللسان على الانطلاق بالكلام، وهذه حالة شديدة إذا ضاق الصدر من الباطل، وتعسّر التعبير بما يبطله، ورتب على هذه الشكوى طلب إرسال أخيه هارون معه ليعينه.
  والشكوى الثالثة: قوله (#): {وَلَهُمْ عَلَيَّ ذَنْبٌ} وهو قتل القبطي المذكور في (سورة القصص) أنه وكزه فقضى عليه، وقوله: {فَأَخَافُ أَنْ يَقْتُلُونِ} هو حاصل هذه الشكوى الأخيرة.
  (١٥) {قَالَ كَلَّا فَاذْهَبَا بِآَيَاتِنَا إِنَّا مَعَكُمْ مُسْتَمِعُونَ} قال الله: {كَلَّا} زجر وردع عن خوفه أن يقتلوه {فَاذْهَبَا} أنت وأخوك اذهبا {بِآَيَاتِنَا} الدالة على أنكما رسولا ربكما {إِنَّا مَعَكُمْ مُسْتَمِعُونَ} فنسمع كل ما قلتما لهم، وما قالوا لكما، فلا تخافا لأنا معكما وكفاكما قوة على التبليغ.