التيسير في التفسير،

بدر الدين بن أمير الدين (المتوفى: 1431 هـ)

تقديم

صفحة 28 - الجزء 1

  وكان هو المرجع الوحيد في الفتوى والإرشاد والتعليم، وفض النزاعات القبلية في تلك البلاد، حيث تنقل في عدد من مناطقها وكان لا ينتقل من منطقة إلى أخرى إلا بعد أن يترك الأثر الطيب على سلوكيات الناس وأخلاقهم ودينهم عموماً، وظل على هذا المنوال مدة خمسين سنة وهو مع ذلك يكابد المرض المزمن الذي ابتلى به منذ الصبا (مرض الربو) حيث لم يثنه ذلك عن القيام بالدور الأكمل والأشمل يبتغي بذلك رضوان الله وخدمة عباده.

  إنه العالم الرباني الذي قصد القرآن الكريم في رحلة إليه منذ شبابه، حتى وصل إلى واحاته الخضراء، وغاص في أعماقه، وارتوى من ينابيعه الصافية ما أروى ظمأه، حيث مضى يتدبر القرآن آية آية، ويحول مفاهيمها إلى منهج عملي جهادي يعكس إرشادات وتوجيهات القرآن الكريم في الدعوة إلى الخير، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ونشر العلم والفضيلة، ومحاربة الجهل والرذيلة عبر كل الوسائل الممكنة توجيهاً وتدريساً وتأليفاً حتى نشأ وترعرع تحت رعايته وعنايته مجموعة من المستنيرين الذين مضوا على نهجه القرآني وخطه الإيماني، وتأثر بثقافته القرآنية الكثير الكثير من المجاميع المؤمنة، فكانوا الرافد الأقوى للمسيرة القرآنية المعاصرة، التي بدأت خطواتها في الثمانينات من القرن العشرين.

  لقد كانت كتبه وإرشاداته القيمة هي الوقود لمسيرة الدفاع عن منهج أهل البيت الطاهرين، التي كشفت زيف وأباطيل المبطلين وتضليل المضللين، ولمن يريد معرفة حقيقة ما قلنا ينبغي له الإطلاع على ما تم طبعة من تلك المؤلفات المفيدة والتي تربو على (٣٥) مؤلفاً وخصوصاً كتابه (تحرير الأفكار عن تقليد الأشرار) وكذا كتابه (الغارة السريعة في الرد على الطليعة) فهما من أوسع ما كتبه رضوان الله عليه في الرد على الأفكار المنحرفة عن نهج القرآن والرسول ÷.