التيسير في التفسير،

بدر الدين بن أمير الدين (المتوفى: 1431 هـ)

سورة الشعراء

صفحة 297 - الجزء 5

  وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ ٢١٤ وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ لِمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ ٢١٥ فَإِنْ عَصَوْكَ فَقُلْ إِنِّي بَرِيءٌ مِمَّا تَعْمَلُونَ ٢١٦ وَتَوَكَّلْ


  ولعل ذلك من جهة مخالفته للغتهم وعجزهم عن حفظه لو سمعوه، كما لو سمع العربي كلاماً أعجمياً لتعسر عليه حفظه كما هو - والله أعلم.

  وقوله تعالى: {وَمَا يَسْتَطِيعُونَ} أي وما يستطيعون التنزل به {إِنَّهُمْ عَنِ السَّمْعِ لَمَعْزُولُونَ} فهم يرمون بالشهب كلما حاولوا استراق السمع {إِلاَّ مَنْ خَطِفَ الْخَطْفَةَ فَأَتْبَعَهُ شِهَابٌ ثَاقِبٌ}⁣[الصافات: ١٠] فأين الشياطين من الآيات القرآنية وأخذ السور.

  (٢١٣) {فَلَا تَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ فَتَكُونَ مِنَ الْمُعَذَّبِينَ} {فَلَا تَدْعُ} التفريع على ما مر في السورة من بيان أنه رسول من الله، وأن القرآن من الله، فقد تبين الحق فاثبت يا محمد على ما أنت عليه من عبادة الله وحده، واجتناب الشرك والوعيد هذا تعبد له ÷ وتحذير لغيره، كقوله تعالى: {لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ}⁣[الزمر: ٦٥].

  (٢١٤) {وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ} وهم بنو عبد المطلب وقد زاد بعض الرواة غيرهم ولعلها مساعدة لبني أمية كما هي عادة كثير من الناس من الميل مع الأمراء والملوك.

  وقد روى الطبري في (تاريخه) الحديث في بني عبدالمطلب، ولم يغير لفظه «أيكم يؤازرني على أن يكون وصيي ووارثي» أو نحو هذا اللفظ لأن النسخة ليست عندي، وفي تفسيره تجد الرواية مغيرة بلفظ وكذا وكذا.