سورة الشعراء
  عَلَى الْعَزِيزِ الرَّحِيمِ ٢١٧ الَّذِي يَرَاكَ حِينَ تَقُومُ ٢١٨ وَتَقَلُّبَكَ فِي السَّاجِدِينَ ٢١٩ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ٢٢٠ هَلْ أُنَبِّئُكُمْ عَلَى مَنْ تَنَزَّلُ
  وفي (شواهد التنزيل) تأليف أبي القاسم الحسكاني الذي ترجم له الذهبي في (التذكرة) بسنده وخرجه المحقق عليه المحمودي من عدة كتب: «أنه لما نزلت هذه الآية جمع رسول الله ÷ بني عبد المطلب وهم يومئذ أربعون رجلاً الرجل منهم يأكل المسنة ويشرب العسّ فأمر علياً برجل شاة فأدمها ثم قال: ادنوا بسم الله فدنا القوم عشرة عشرة فأكلوا حتى صدروا ثم دعا بقعب من لبن فجرَع منه جرعة ثم قال لهم: اشربوا بسم الله فشرب القوم حتى رووا، فبدرهم أبو لهب فقال: هذا ما أسحركم به الرجل، فسكت النبي ÷ يومئذ فلم يتكلم ثم دعاهم من الغد على مثل ذلك من الطعام والشراب، ثم أنذرهم رسول الله ÷ فقال: يا بني عبد المطلب إني أنا النذير إليكم من الله ø والبشير بما لم يجئ به أحد جئتكم بالدنيا والآخرة فأسلموا وأطيعوني تهتدوا ومن يؤاخيني ويوازرني ويكون وليي ووصيي بعدي وخليفتي في أهلي ويقضي ديني فسكت القوم وأعاد ذلك ثلاثاً كل ذلك يسكت القوم ويقول علي: أنا فقال: أنت، فقام القوم وهم يقولون لأبي طالب أطع ابنك فقد أمرّه عليك» انتهى.
  (٢١٥) {وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ لِمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ} واخفض جناحك تواضع لهم تواضع رحمة وعطف ولعله مأخوذ من خفض الطائر جناحه لفراخه - والله أعلم.
  (٢١٦) {فَإِنْ عَصَوْكَ فَقُلْ إِنِّي بَرِيءٌ مِمَّا تَعْمَلُونَ} صارحهم ولا تداهن واستغن بالله عنهم إن خالفوك.
  (٢١٧) {وَتَوَكَّلْ عَلَى الْعَزِيزِ الرَّحِيمِ} كقوله تعالى: {فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُلْ حَسْبِي اللَّهُ ..} إلى آخر الآية [التوبة: ١٢٩] فإذا توكلت عليه استغنيت عن العاصي