التيسير في التفسير،

بدر الدين بن أمير الدين (المتوفى: 1431 هـ)

سورة الشعراء

صفحة 299 - الجزء 5

  الشَّيَاطِينُ ٢٢١ تَنَزَّلُ عَلَى كُلِّ أَفَّاكٍ أَثِيمٍ ٢٢٢ يُلْقُونَ السَّمْعَ وَأَكْثَرُهُمْ كَاذِبُونَ ٢٢٣ وَالشُّعَرَاءُ يَتَّبِعُهُمُ الْغَاوُونَ ٢٢٤ أَلَمْ تَرَ أَنَّهُمْ فِي كُلِّ وَادٍ


  لأنك تلجئ أمرك إلى الله {الْعَزِيزِ} الغالب الذي لا ينال {الرَّحِيمِ} الذي لا يخذلك وأنت في طاعته بل هو بك أرحم منه بغيرك.

  (٢١٨) {الَّذِي يَرَاكَ حِينَ تَقُومُ} لعله القيام في الصلاة بقرينة ما بعده أو القيام لإنذار الناس وتبليغهم الرسالة أو هما معاً وهو تعالى يراه في كل حال لكن ذكر سبب الرحمة.

  (٢١٩) {وَتَقَلُّبَكَ فِي السَّاجِدِينَ} أي يرى تقلبك {فِي السَّاجِدِينَ} المصلين تسجد وتقوم وتقعد معهم قال الشرفي في (المصابيح): «قال في (البرهان): يعني قائماً وجالساً وعلى سائر حالاتك في الصلاة والركوع والسجود» انتهى المراد، وهذا يناسب قوله تعالى: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلاَةِ ...}⁣[البقرة: ١٥٣] حيث ذكر هنا سبب الرحمة والنصر - والله أعلم.

  (٢٢٠) {إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ} فهو يسمعك حين تدعوه وكل ما تقول، ويعلم ما أنت عليه في كل أحوالك من الصبر والإخلاص وغير ذلك.

  (٢٢١ - ٢٢٣) {هَلْ أُنَبِّئُكُمْ عَلَى مَنْ تَنَزَّلُ الشَّيَاطِينُ ۝ تَنَزَّلُ عَلَى كُلِّ أَفَّاكٍ أَثِيمٍ ۝ يُلْقُونَ السَّمْعَ وَأَكْثَرُهُمْ كَاذِبُونَ} {هَلْ أُنَبِّئُكُمْ} تأكيد لقوله تعالى: {وَمَا تَنَزَّلَتْ بِهِ الشَّيَاطِينُ} ببيان أن محمداً ÷ ليس ممن تنزل عليه، وقوله تعالى: {تَنَزَّلُ عَلَى كُلِّ أَفَّاكٍ أَثِيمٍ} بيان للفرق بين محمد ÷ وبين من تنزل عليه الشياطين ببيان من تنزل عليه الشياطين وهو كل كذاب يقول الزور، والصد عن الحق إلى الباطل أثيم ذو إثم واضح الفجور وليس كذلك محمد ÷ فهو من تعرفونه بالصدق والأمانة والعفة والطهارة.