سورة النمل
  
  وقوله: {إِنِّي آَنَسْتُ}: قال (صاحب الصحاح): «وآنسته: أبصرته» انتهى، وكذلك قال في إيناس الصوت: «سماعه» انتهى، وفي (معلقة الحارث بن حلّزة):
  آنسَت نبأة وأفزعها القنا ... ص عصراً وقد دنا الإمساءُ
  قال في شرحها: «النبأة الصوت الخفي يسمعه الإنسان أو يتخيَّله» انتهى. وفي (أساس البلاغة): «وآنست ناراً، وآنست فزعاً، وآنست منه رشداً» انتهى. ومثله في (لسان العرب).
  وهذا يترجح منه أن مفهوم آنست أبصرت أو أبصرت شيئاً خفيَّاً، ولم أجد في مفهوم آنس بمعنى أبصر اعتباراً أن يكون المبصَر مما يؤنَسُ به، فلعل الشرفي | ذكره على طريقة التفسير للآية؛ لأن موسى # أبصر ما يأنس به لظنه تحصيل نار لدفع البرد أو خبر عن الطريق - والله أعلم.
  والشهاب قال فيه الراغب: «الشعلة الساطعة من النار الموقدة ..» إلخ.
  وفي (الصحاح): «والشهاب شعلة نار ساطعة» انتهى.
  وقوله: {قَبَسٍ} على قراءة تنوين (قبس) يكون قبس بدل في معنى البيان، أو عطف بيان على القول بصحته في النكرة.
  قال الراغب: «القبس: المتناوَل من الشعلة» انتهى، وموسى # أراد أن يأخذ من النار ما يوصله إلى أهله ليوقَد عندهم ليدفئهم.
  وقوله: {تَصْطَلُونَ} أي تقربون عند النار للدفئ منها، وهذا يفيد أنهم كانوا في حاجة إلى النار من أجل البرد.