سورة النمل
  شَاءَ اللَّهُ وَكُلٌّ أَتَوْهُ دَاخِرِينَ ٨٧ وَتَرَى الْجِبَالَ تَحْسَبُهَا جَامِدَةً وَهِيَ تَمُرُّ مَرَّ السَّحَابِ صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ إِنَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَفْعَلُونَ ٨٨
  وقوله تعالى: {لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ} لأنهم هم المنتفعون بالآيات دون المعاندين المكذبين سواء كان المراد يؤمنون بالآيات إذا جاءتهم أي شأنهم أن يؤمنوا أم يؤمنون بالفعل.
  وقد جاءت هذه الآية بعد الوعيد كما هي عادة القرآن في ذكر الدلائل بعد الوعيد مثل سورة الواقعة.
  (٨٧) {وَيَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ فَفَزِعَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَنْ شَاءَ اللَّهُ وَكُلٌّ أَتَوْهُ دَاخِرِينَ} أُعيدَ ذكرُ الوعيد بعد ذكر الآية على صدقه كما يؤتى به في القرآن في بعض المواضع بعد ذكر الآيات مثل (سورة عم) وتجديد لذكر الآخرة ليتذكر الإنسان كما وقع في (سورة الروم): {وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ يُبْلِسُ الْمُجْرِمُونَ}[آية: ١٢] ثم قال تعالى: {وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ يَوْمَئِذٍ يَتَفَرَّقُونَ}[آية: ١٤].
  {وَيَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ} الراجح: أنها عبارة عن الصيحة المذكورة في قوله تعالى: {يَوْمَ يَسْمَعُونَ الصَّيْحَةَ بِالْحَقِّ ذَلِكَ يَوْمُ الْخُرُوجِ}[ق: ٤٢] {فَفَزِعَ مَنْ فِي السَّمَوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ} لثقل الساعة وخوف المخلوقين منها {إِلا مَنْ شَاءَ اللَّهُ} أن لا يفزعوا فهم لا يفزعون، وهم المذكورون في قوله تعالى: {وَهُمْ مِنْ فَزَعٍ يَوْمَئِذٍ آمِنُونَ}.
  {وَكُلٌّ} أي وكلهم أي أهل السموات والأرض {أَتَوْهُ} ليسألهم ويجزي كل نفس بما تسعى، فلا بد من حضورهم في موقف السؤال.