التيسير في التفسير،

بدر الدين بن أمير الدين (المتوفى: 1431 هـ)

سورة القصص

صفحة 428 - الجزء 5

  


  وقوله تعالى: {لَهُ الْحُكْمُ} دليل على إبطال الشرك كما قال يوسف #: {مَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِهِ إِلاَّ أَسْمَاءً سَمَّيْتُمُوهَا أَنْتُمْ وَآبَاؤُكُمْ مَا أَنزَلَ اللَّهُ بِهَا مِنْ سُلْطَانٍ إِنِ الْحُكْمُ إِلاَّ لِلَّهِ ..} الآية [يوسف: ٤٠] فالمشركون يجعلون آلهة هم سموها آلهة مع أن حكمهم ليس له معنى ولا حجة فيه بل هو باطل؛ لأنهم ليس لهم أن يحكموا؛ لأنهم عباد مملوكون، والحكم في عباد الله إنما هو لله؛ لأنه مالكهم ولكن المشركين لجهلهم يجعلونها آلهة لحكمهم بذلك حين سموها وجعلوها، فهذا وجه لإبطال الشرك بقوله تعالى: {لَهُ الْحُكْمُ} والوجه الثاني: أن الله تعالى قد أبطل الشرك وحكم بأن لا إله إلا هو وهو الذي له الحكم؛ لأنه رب العالمين، فحكمه الحق وحكم العباد الباطل.

  وقوله تعالى: {وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ} أي يوم القيامة ترجعون إلى الله وحده فيحكم فيكم بما شاء لا ترجعون إلى غيره، فدعواهم أن شركاءهم سيشفعون لهم دعوى باطلة؛ لأن الأمر يومئذ لله وحده، فالمشركون هم الخاسرون والعابدون لله وحده هم الفائزون.

  والحمد لله رب العالمين