التيسير في التفسير،

بدر الدين بن أمير الدين (المتوفى: 1431 هـ)

سورة العنكبوت

صفحة 431 - الجزء 5

سورة العنكبوت

  بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

  الم ١ أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ ٢ وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ ٣ أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ أَنْ يَسْبِقُونَا سَاءَ مَا


  ابتداء تفسير (سورة العنكبوت)

  ويظهر من مواضيعها أنها نزلت بعضها في (مكة) وبعضها في (المدينة) فأما الغالب فالله أعلم

  (١ - ٢) {بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ الم ۝ أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آَمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ} {الم} من حروف المعجم، وقد مضى في تفسيرها كلام مكرر فنكتفي بما مرّ {أَحَسِبَ} (الهمزة) للسؤال، بمعنى إنكار الحسبان، وعيبه على أهله، وسماها (صاحب مغني اللبيب): (همزةَ الإنكار التوبيخي) ومعنى (حسب): ظن، وظاهر قوله تعالى: {النَّاسُ} أنها نزلت وقد كثر المسلمون، وذلك بعد هجرة رسول الله ÷ ومعنى {أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آَمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ} أن يتركوا على قولهم: {آَمَنَّا} دون أن يفتنوا.

  والحاصل: أحسبوا أنهم لا يفتنون بالنسبة لقولهم: {آَمَنَّا} ومعنى {يُفْتَنُونَ}: يختبرون بما يميز الصادق في قوله: آمنت، والكاذب الذي يدعي الإيمان وقلبه غير مؤمن، فإنكار حسبان عدم الفتنة يؤكد الخبر بأنه لا بد منها.

  (٣) {وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ} {وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ} تأكيد أنه لا بد من الفتنة، فيدل على أن سنة الله في الماضين لا تبدل كما قال تعالى: {فَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَبْدِيلاً}⁣[فاطر: ٤٣].