سورة لقمان
  أُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُهِينٌ ٦ وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِ آيَاتُنَا وَلَّى مُسْتَكْبِرًا كَأَنْ لَمْ يَسْمَعْهَا كَأَنَّ فِي أُذُنَيْهِ وَقْرًا فَبَشِّرْهُ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ ٧ إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا
  فالمحسنون {عَلَى هُدًى مِنْ رَبِّهِمْ} لأنهم يهتدون بالكتاب الحكيم في عقائدهم وأعمالهم ومعاملاتهم {وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} الفائزون بالخير الظافرون برحمة الله يوم القيامة الخالدون في جنة النعيم وهذا هو الذي ينبغي أن يعمل له كل عاقل ناصح لنفسه.
  (٦) {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّخِذَهَا هُزُوًا أُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُهِينٌ} في (تفسير الإمام زيد بن علي @): {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ}: «معناه: الغناء، والمغنيات» انتهى.
  وفي (تفسير الشرفي): «وفي تفسير هذه الآية يقول الهادي #: هذا إخبار من الله سبحانه عن {مَنْ يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ} ولهو الحديث هو الغنا، والملاهي كلها من شطرنج أو نرد أو وتر يضرب به أو شيء من الملاهي التي حرمها الله على عباده ومعنى {يَشْتَرِي} فهو يختار ويؤثر ويجتبي هذا اللهو على غيره من الخير {لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ} معناه يشتغل ويشغل بذلك نفسه وعباد ربه [في نسخة (المصابيح): وعبادة ربه - وهو غلط] عما سوى اللهو من سبيل الله، وسبيله فهي طاعته واتباع مرضاته فأخبر الله سبحانه أن من الناس من يؤثر الشر على الخير يطلب بذلك التلهي في أرض الله بما يصده وغيره عن سبيل الله» انتهى.
  وقوله #: «بما يصده وغيره» هو تفسير على قراءة أهل المدينة: (ليُضِل) بضم الياء، وتفسير {يَشْتَرِي} بما ذكره # ينطبق على من اشترى مغنيتين من حيث أنه اختار غناءهما وآثره وإلحاقه الشطرنج والنرد والوتر بما هو لهو الحديث؛ لأن المعنى واحد.